السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 عامًا، وأرغب في استشارتكم في أمر يؤرقني منذ سنوات، منذ أن كان عمري سبع سنوات، سلمني والدي -رحمه الله- إلى جدتي لأعيش معها، وذلك لأنها لم يكن لديها من يرعاها، وبعد فترة قصيرة توفي والدي، وبقيت في كنفها حتى اليوم.
جدتي، رغم أنها قامت بتربيتي، إلَّا أن معاملتها كانت في غاية القسوة، وهي أم لخمسة أبناء، وكل أبنائها وبناتها بعد أن كبروا ابتعدوا عنها بسبب شدّة تعاملها، لم يستطع أحد منهم تحمّل العيش معها، وأنا رغم صغر سني حينها، تحملت كل تلك السنين القاسية وحدي، دون دعم أو رحمة.
جدتي لم تكن يومًا حنونة عليّ، بل كانت تعاملني بجفاء، وتسلبني راحتي وسعادتي، وتمنع عني أبسط معاني الطمأنينة، حتى اليوم إذا حدث لي أمر جيد، أشعر أنها تغار مني، وكأنها لا تطيق رؤيتي بخير، رغم أن تعاملها مع الآخرين يختلف تمامًا.
وسؤالي هو: هل يجب عليّ شرعًا أن أبرّها؟ هل أعتبر عاقّة إن لم أُطعها أو لم أقم بخدمتها؟ علمًا بأنها ليست أمي، ولا جدتي من جهة الأم، بل هي والدة والدي فقط، وقد ربتني من باب الضرورة، لا من باب الحنان أو الرحمة.
وأضيف يا شيخ أنني في كثير من الأحيان، عندما تشتمني وتظلمني، أدعو الله أن يرد عليها دعاءها ومسبّتها في جسدها وصحتها، وأن يأخذ بحقي منها، بل وصل بي الحال أن أدعو الله أن يأخذ منيتها، لأني أعيش معها في تعب نفسي شديد لا يُطاق.
فهل هذا الدعاء جائز؟ وهل يؤاخذني الله عليه؟ وهل لي في الشرع مخرج من هذا الظلم الذي طال أمده؟
أرجو من فضيلتكم التوجيه والإفادة، جزاكم الله خيرًا وكتب أجركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.