السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم، وأرجو منكم توجيهي في مسألتي.
أنا –ولله الحمد– فتاة أحسب نفسي ملتزمة، وأحب الله ورسوله، ولا أحب أحدًا لا يحبّهما، وأرغب في ارتداء النقاب، إيمانًا بوجوبه، وإدراكًا للفتنة التي قد أجلبها، وقبل ذلك كله إخلاصًا لله سبحانه وتعالى.
أعيش حياةً صعبة أقرب إلى الجحيم مع والديّ؛ فأبي يرفض ارتدائي للنقاب، ويمنعني منه، وأنا أعمل معلِّمة، وأملك ما يكفيني من المال، فأصرف على نفسي دون أن أُكلّف أحدًا شيئًا من احتياجاتي.
أسعى إلى الزواج، وأسأل الله دائمًا أن يرزقني زوجًا صالحًا، ومع ذلك لا أحد من محارمي يساعدني في ذلك، ولا يبحث لي عن زوج، وأعلم يقينًا أن النفع بما كتبه الله لي.
وبالعودة إلى جوهر الموضوع، أسألكم الدعاء لي بالعافية، فقد كانت أمي طوال حياتي تُعاملني بمحبةٍ وعطفٍ مشروط، ولم تعتذر يومًا عمّا سبّبته لي من ألم، وكثيرًا ما تتقمّص دور الضحية والمريضة نفسيًّا، وتُظهر اهتمامًا ظاهريًّا حين أمرض، خاصةً في المراحل النفسية المتقدمة.
لم أسمع منها يومًا منذ صغري كلمة رجاء، والله يشهد على ما أقول، وكنت دائمًا أعطف عليها، وأُحسن إليها، وأتقرّب منها، وأحبّها، وأبذل جهدًا كبيرًا للتودد إليها، لكن كل ما ألقاه منها هو النفور والابتعاد، وكأنها لا تطيقني.
كلما فعلتُ ما تريده تفرح، وكلما خالفتها تغضب غضبًا شديدًا، وتعنّفني عنفًا لفظيًّا وجسديًّا، وقد استمرّ ذلك منذ طفولتي وحتى سنّ السادسة عشرة، أمّا الآن فلا يحدث هذا طبعًا، إذ أصبحتُ فارغة المشاعر تجاهها، وأضع حدودًا صارمة في التعامل معها.
أما جدّتي (أمّها)؛ فقد كانت دائمًا تُفسد العلاقة بيننا؛ ففي كل مرة تأتي تفتعل المصائب، ولم يكن ذلك بيني وبين أمي فقط، بل بينها وبين خالاتي وبناتهنّ أيضًا، ولا تفعل ذلك مع الذكور إلّا نادرًا، إذ تفتعل المشكلات، وتُفسد ولا تُصلح، وتوقع بين خالاتي الفتن دائمًا.
أمّا والدي؛ فيُعدّ حالةً خاصة أخرى؛ فقد تسبّب في مرضنا جميعًا، وأكثر ما أكرهه في نفسي، هو شعوري بالتعاطف معهما رغم إساءتهما المتكررة، لا أدري إن كان هذا يعود إلى حالةٍ نفسية، وبالرغم من الأذى المستمرّ ما زلتُ أشفق عليهما، وربما يعود السبب إلى أن والدي (في نظري) أفضل من والدتي؛ فهو على الأقل يعتذر إذا أخطأ، ومع ذلك كلاهما يمنعانني من ارتداء النقاب؛ بحجة أن ذلك لا يكون إلّا بعد الزواج.
وعندي مشكلة أخرى، وهي أنني أعاني من التبوّل اللاإرادي الليلي.