السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أخاف أن أعق أمي؛ لأنها تصرخ، وتسبني، وتشوه سمعتي، وأنا هادئة، ومهذبة جدًا، وأحاول أن أحسن إليها بالهدية، والكلمة الطيبة، وأساعدها في البيت، ولكنها محاولات فاشلة؛ هي لا تفهمني، ولا تريد أن تفهمني، وتريدني كما تتخيل حتى لو لم يكن ذلك ممكنًا.
المشاكل بيننا منذ صغري، وخاصةً بعد دخولي الجامعة، حتى أصبحت لا أحتمل، ولا أجلس معها إلا قليلاً، وأغلب الوقت أكون في غرفتي، وكلامي معها سطحي جدًا، وأحاول التبسم، ولا ترى إلا عيوبي، وتكره هدوئي، وتنعتني بالخرساء.
لن أتحدث عن أمراضي النفسية؛ لأنه لا يهم، أعلم أنني يجب أن أبرها مهما كانت سيئةً معي، وهي لا تقصد أن تكون سيئةً، لكنها تسيء إليّ، ولا تحترمني، أعترف بعجزي عن التعامل معهما؛ فكل ما أستطيع تحسينه هو زيادة مساعدتها في البيت، أما الكلام معها فلست حملاً للمشاحنات، كثيرًا ما أفكر أن أتكلف الأمر فحسب، وأتظاهر بحبها، واحترامها، والتقرب منها، ولكن عند التطبيق لا أجد ما أقوله، وكأني سأبكي وأتقيأ إذا كلمتها كلمةً؛ عني من شدة التراكمات بيننا!
لقد تعبت من نفسي، لا أعلم لماذا لا أستطيع تحملها رغم إيماني بالأجر إن فعلت، هي تنتظر الزلة، وعند حدوث أي شيء تافه تنفجر فجأةً، وتذكر كل شيء بسيط حصل منذ فترة، وكأنها تنتظر هذه اللحظة، تكرر كلامها أنها لا تحتاج إلي، ولكنني أعلم أنها تحب أن تكون محط الاهتمام، هي لا تقصد أن تكون متسلطةً، لا أريد أن أذكرها بسوء، أعتقد أنها تشعر أني غير متعلقة بها، أو أحمل عليها، سبق أن حاولت أن ألمح بهذا، وانتهينا بكارثة، وقطيعة بالكاد مرت، فهي لا تهتم بما أشعر به، المهم ما تشعر هي به.
أعصابي لم تعد تحتمل، فهل قلة كلامي معها عقوق؟ لا أئتمنها على كلامي، تعلمت من ندمي، وأصبحت أخفي كل شيء، فأرجو أن توجهوني؛ فأخلاقها صعبة رغم أنها متدينة، وقد حاولت تحمل الألم، ولكني أفشل!