الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرهقني وسواس الخوف من النوم، ساعدوني!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرهقني الوسواس خلال الأسبوعين الماضيين، خاصة مع قلة النوم، رغم ممارستي للرياضة بانتظام، في كل ليلة ينتابني خوف من الذهاب إلى الفراش، فتبدأ مشاعر التوتر، ويزداد نبض قلبي، وتسيطر عليّ أفكار مزعجة مثل: هل سأنام أم لا؟

ورغم أنني أشعر بالنعاس الشديد، إلا إنني لا أستطيع النوم إلا لساعات قليلة؛ مما يجعلني أستيقظ مرهقًا جدًا في الصباح، وحتى عند محاولتي النوم في وقت القيلولة، يعود إليّ نفس الخوف من السرير، ومن عدم القدرة على النوم، مع أنني أعلم أن النوم غريزة وحاجة طبيعية لكل إنسان. لقد تعبت نفسيًا وجسديًا، وأحتاج إلى توجيهكم.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب.

الذي تعاني منه هو نوع من القلق النفسي، يُعرف بما يسمى (القلق التوقعي)؛ حيث لديك تخوف من أن النوم لن يأتي، وهذا يؤدي إلى حالة من القلق؛ مما يسبب صعوبة كبيرة في بداية النوم.

هذه الظاهرة معروفة تمامًا -أيها الفاضل الكريم-، وعلاجها يكون عن طريق الأدوية، وكذلك عن طريق تحسين نمط الحياة ليصبح أكثر إيجابية.

النمط الحياتي الإيجابي يتطلب عدم النوم نهارًا، والاستمرار في ممارسة الرياضة، لكن لا تمارس الرياضة في فترات متأخرة من المساء، بل اجعلها في الصباح أو في فترة العصر، فهما الوقتان الأفضل دائمًا.

كذلك، يجب أن تتجنب تناول الشاي والقهوة وجميع المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد الساعة الخامسة مساءً، كما أن تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، يعتبر من الأمور الضرورية والمفيدة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: لا تنس أذكار النوم، وكن حريصًا عليها، وستجد فيها -بإذن الله- خيرًا كثيرًا.

أمَّا بالنسبة للعلاج الدوائي، فسأصف لك دواء بسيطًا ومعروفًا بفعاليته في علاج القلق والوساوس، إضافة إلى تحسين جودة النوم، وهذا الدواء يسمى تجاريًا "أنافرانيل Anafranil"، هذا هو اسمه التجاري، ويسمى علميًا " كلوميبرامين، Clomipramine".

يمكنك البدء بتناول 25 ملغم قبل النوم بحوالي ساعة ونصف، (أي في حدود الساعة 8:30 مساءً)، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى 50 ملغم ليلاً لمدة شهر آخر، ثم أنقص الجرعة مرة أخرى إلى 25 ملغم ليلاً لمدة شهر، ثم اجعل جرعة 12.5 ملغم، (أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 25 ملغم)، لمدة عشرة أيام، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه الخطة العلاجية قصيرة المدى وبسيطة، وستساعدك كثيرًا -بإذن الله- في تجاوز هذه الصعوبات المتعلقة بالنوم، وبصفة عامة: أي فكرة ذات طابع وسواسي أو سلبي، يجب أن تحقرها ولا تهتم بها، بل تصرف انتباهك عنها من خلال الانشغال بأفكار أو أفعال أكثر فائدة وإيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً