السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر (25) سنة، أعاني من الوسواس القهري، منذ (10) سنوات، لم أكن أعلم بأنه مرض يتطلب المتابعة والعلاج، إلا بعد أن اشتد ووصل بي الحال إلى الرغبة في الانتحار؛ حتى أتخلص من قلقي ومخاوفي، أعلم بأن الانتحار أمر محرم، ومؤمنة بذلك، لكن قوة الوسواس أوصلتني للتفكير به.
قد يطول الحديث حول مخاوفي ووساوسي، فالبداية كانت مع وسواس النظافة، وكثرة الغسل، ثم ترديد مجموعة من العبارات في عقلي، هذه العبارات تخيفني من الأمراض.
وأعاني أيضاً الخوف من الدخول إلى بعض الأماكن، وأعاني الخوف من مقابلة أشخاص معينين، مثال: خوفي من دخول الصيدليات؛ ظناً مني بأن شيئاً منها سيعلق بملابسي، وأنه سوف يؤذيني، علماً بأنني لا أخاف على نفسي، كل خوفي على أحبائي، وأقرب الناس لي، حتى إنني أخاف إيذاء غيري.
أتخيل بأنني أذهب إلى الأماكن التي تثير في نفسي الخوف، وأنني أمسك أشياء، وأتخيل أشياء تعلق بملابسي، ثم تنتقل للأخرين، كثير من الأماكن لم أعد أقترب منها، وكثير من ملابسي أصبحت أتجنب ارتدائها مرة أخرى؛ لأنني زرت بها أماكن معينة وأظن بأن شيئاً قد علق بها.
أخاف من مستحضرات النظافة، والكيماويات، ولا أستطيع الاقتراب منها، أخاف المواد السامة، وأخاف الحشرات والزواحف السامة أيضاً، أتخيل بأنها تنتقل إلى ملابسي، وتعلق بي، وتؤذي غيري، لا أعلم ما هو الحل؟
لقد ذهبت إلى زيارة الطبيب النفسي، وكتب لي عدة أدوية، ساعدتني كثيراً، ولكنها لم تعطني النتيجة المطلوبة، توقفت عن تناولها، ومن ثم عدت لها بعد نصف عام؛ بسبب اشتداد الوسواس، ثم توقفت عنها، فهذه الأدوية مكلفة مادياً، وليست مجدية بشكل واضح.
الأدوية كانت عقار (لوسترال) (فيفوكسيل)، أكملت عاماً كاملاً منذ توقفت عن تناولها، وها أنا اليوم عدت أعاني من جديد، لا أرغب في أي شيء، سوى العيش بلا تفكير، لا أريد الزواج، ولا أفكر في تكوين أسرة، فأنا ضعيفة، لقد تعبت من نفسي، أشعر بأنني أثقلت أهلي، وأهممتهم معي، لا أريد إزعاجهم، ولكنني لا أملك سواهم.
ولكم جزيل الشكر.