الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخبرت الطبيبة زوجتي بأن دورتها ستنقطع..هل هذا منطقي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تناولت زوجتي حبة "نافيلا" الطارئة لمنع الحمل، ففاجأها مغص ونزيف استمر ثلاثة أيام، ثم جاءت الدورة في موعدها، لكن الدورة التي تلتها جاءت مبكرة بأربعة أيام، ثم تأخرت الدورتان التاليتان بأربعة أيام، وكانتا مؤلمتين، مع نزول دم قليل جدًا.

راجعت الطبيبة، فأخبرتها بأنه قد يتبقى لها دورتان فقط، ثم ينقطع الحيض، وأن لديها مشاكل في التبويض، ووصفت لها دواء "بروفيلين" لتتناوله بعد الدورة، و"بروجيفا" في اليوم السادس عشر من الدورة، وحتى الآن لم تأتها الدورة.

سؤالي: هل تلك الحبة الطارئة هي التي تسببت في كل هذا؟ وهل من المنطقي أن تقول لها الطبيبة إن العادة ستنقطع بعد دورتين فقط، وهي في عمر 22 سنة؟

ونسيت أن أذكر أن زوجتي تعاني اليوم من آلام الدورة، ولكن دون نزول دم، فهل تبدأ الدواء، أم ماذا نفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أن كلام الطبيبة -إن قيل- كان دقيقًا؛ حيث إن اضطراب الدورة وانقطاعها دون حمل عند السيدات -في عمر زوجتك الفاضلة- له أسباب كثيرة، ليس من بينها انقطاع الطمث، لكن قد يؤدي الوزن الزائد -حال وجوده- إلى اضطراب هرموني، وتكيس المبايض، وعدم حدوث تبويض؛ ممَّا قد يؤخر نزول الدورة الشهرية لعدة أيام، وقد يحدث ألم أثناء التبويض، وألم في الأيام التي تسبق نزول الدورة الشهرية.

تناول قرص واحد من حبوب (نافيلا، Navela) أو حبوب الـ (بروجستيرون، Progesteron) المانعة للحمل لا يؤدي إلى المغص والنزيف، ولكن في الواقع فإن دورة زوجتك في الأصل غير منتظمة، وما حدث من النزيف والدورة أمر متصل وغير منفصل.

ثم نزول دورتين مع الألم، وقلة الدم فيهما، إشارة مؤكدة على وجود اضطراب هرموني، وضعف في التبويض، ونقص في هرمون البروجستيرون، الذي يُفرز بعد التبويض، وهو الذي يساعد في بناء بطانة الرحم، ويساهم في نزول دورة شهرية منتظمة، تستمر في المتوسط خمسة أيام، وقد تزيد أو تنقص قليلاً.

أما تناول دواء (برولفين، Prolifen)، والاسم العلمي له هو (كلوميفين، Clomiphene)، فهو في الواقع منشط للمبايض على أمل حدوث التبويض، ودواء (بروجيفا، progeva) هو هرمون البروجستيرون، الذي يُعطى لإعادة بناء بطانة الرحم، استعدادًا لزرع البويضة المخصبة، وقد تؤدي هذه الطريقة إلى حدوث حمل، وعدم نزول الدورة، فإن كان هناك حمل، فاكتشافه سهل جدًّا، من خلال عمل اختبار حمل في البول أو الدم (BHCG).

وإن لم يكن هناك حمل، وكانت نتيجة اختبار الحمل في الدم (BHCG) ضعيفة جدًّا، فهذا يعني أن هناك تكيسًا في المبايض، وضعفًا في التبويض، وهو السبب الأهم في اضطراب الدورة الشهرية، بسبب تكيس المبايض.

لذلك ننتظر منك نتيجة اختبار الحمل، هل هو إيجابي فنبارك لك، أم سلبي فنبحث في الخطوات التالية، مع ضرورة ذكر بعض الأمور المهمة في السؤال، مثل: كم عدد سنوات الزواج؟ وهل لديكم أطفال؟ وكم عمر الطفل الأخير؟ وهل حدث حمل وإجهاض من قبل؟ وكم وزن السيدة زوجتك؟ وكم طولها؟ ولماذا يتم تناول حبوب منع الحمل؟

وفي حال حدوث حمل، يجب أن تبادر الزوجة بتناول حبوب (فوليك أسيد، Folic Acid) 5 ملغ، وحبوب فيتامين (D) بجرعة 1000 وحدة دولية يوميًا من كل نوع، مع الراحة، وتجنب حمل الأشياء الثقيلة، وتجنب الجماع في الفترة القادمة.

وندعو الله لكم بالصحة والعافية، والسلامة، والذرية الصالحة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً