الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم نزول الدورة بشكل كامل هل يدل على احتباسها بالجسم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم.
أنا دورتي الشهرية منتظمة، ولله الحمد، لكن هذا الشهر كانت خفيفة جدًا، تكاد تكون غير موجودة، في اليوم الأول نزل دمٌ قليل، ثم في باقي الأيام كانت تنزل إفرازات بسيطة جدًّا على فترات.

قبل موعد الدورة بأيام بدأتُ أشعر بالغثيان المستمر على مدار اليوم، إلى جانب التعب والإرهاق، وقد انتهت مدة الدورة منذ حوالي ثلاثة أيام، وما زال الغثيان يراودني، بالإضافة إلى شعور بعدم الارتياح في منطقة البطن بشكل عام.

أشك بأن خفة الدورة قد تكون نتيجة لإجهادي الجسدي في التمارين الرياضية قبل موعدها، لكنني لستُ متأكدة، أريد معرفة سبب هذه الحالة، وهل هي خطيرة؟ وهل عدم نزول الدورة بشكل كامل، أو بشكل غير معتاد يعني أنها حُبست داخل الجسم؟ وهل هذا أمر خطير؟

كما أنني ومنذ بداية هذه الأعراض، أشعر بعدم الراحة طوال اليوم، تعب وإرهاق، وعدم تركيز، وكأنني -بالعامية- "سكرانة" أو (مُفَهِيّة).

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت الدورة الشهرية بطبيعتها منتظمة، والتغيرات التي حدثت هذا الشهر هي المرة الأولى، فإن ما حدث من تغيرات في الدورة الشهرية له علاقة بالإجهاد البدني، وممارسة الرياضة العنيفة، والتي قد تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزون، وتؤثر أيضًا في هرمونات الاستروجين والبروجيستيرون (الهرمونات الأنثوية)، والذي قد يؤثر على التبويض، مما يؤدي إلى عدم بناء بطانة الرحم في النصف الثاني من الدورة، وهذا يؤدي إلى دورة شهرية خفيفة.

وتنزل بالتالي الدورة الشهرية خفيفة، وتتغير مدة نزول الدورة، وكمية الدم النازل منها، ويمكنك ممارسة رياضة تناسب السيدات، مثل: المشي، ومثل التمارين الرياضية غير المجهدة في المنزل، مع أهمية المحافظة على الوزن القياسي؛ بحيث يكون الوزن مساويًا لأول رقمين من الطول، فمثلاً إذا كان طولك 160 سم، وجب أن يكون الوزن ما بين 55 إلى 60 كجم.

مع الحرص على التغذية المتوازنة، من خلال تناول كميات كافية من البروتين والكربوهيدرات الصحية، والدهون، وشرب الماء، وتناول الخضروات والفواكه قليلة السكر، مع تجنّب الإفراط في التمارين القاسية خصوصًا في منتصف الشهر (وقت التبويض)، مع أهمية الحصول على قسط كاف من النوم؛ لأن النوم يساعد في ضبط هرمونات الجسم، مثل: الكورتيزون وميلاتونين، وغير ذلك كثير.

ودم الدورة لا يُحبس في جسم المرأة، والأمر يعتمد على بناء بطانة الرحم في كل مرة، فإذا كانت الدورة منتظمة، والتبويض طبيعي فإن هرمون البروجيستيرون الذي ينتج عن التبويض؛ يبني بطانة الرحم بشكل طبيعي، وعندما يتوقف جراب البويضة -يموت-، ويتوقف عن إفراز ذلك الهرمون، فتبدأ بطانة الرحم في التساقط، ومعدل دم الدورة يعتمد على حجم البطانة المتساقطة، إما أن يكون خفيفًا أو غزيرًا أو طبيعيًا، لكن لا يحبس الدم في جسم المرأة، ولا خطورة في ذلك.

والتعب والإرهاق وعدم التركيز قد يكون له علاقة بفقر الدم، أو نقص الفيتامينات، ولذلك يمكنك فحص صورة الدم cbc، وفحص فيتامين D، وفيتامين B12، وفحص وظائف الغدة الدرقية TSH & FT4، وتناول العلاج والفيتامينات حسب نتيجة الفحص.

وندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً