السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فقدتُ ثلاثة من أطفالي الصغار، ولديْن وبنتًا، في حادث حريق مفجع وقع منذ عدة أشهر، كانوا لا يزالون في عمر البراءة، لم يكتمل وعيهم بالحياة بعد، ورحلوا عنها فجأة، ومنذ ذلك اليوم، وأنا أعيش في دوامة من الذهول وتأنيب الضمير، ألوم نفسي رغم أن ما حدث كان فوق طاقتي، إذ كنّا نيامًا حين اندلع الحريق، ووجدت نفسي عاجزة، مشلولة بالفزع.
ورغم الألم، لم أنطق بكلمة اعتراض واحدة -الحمد لله-، كل ما فعلته أنني بكيت وبكيت، ثم صبّرت نفسي بالقرآن، وأكثرت من الصلاة والذكر، أُحاول أن أتشبث بما يُبقيني واقفة، أن أستمد القوة من الإيمان.
لكن الحزن يسكنني، والمرارة لم تغادر قلبي، أشعر أن الحياة توقفت منذ ذلك اليوم، أنني لم أعد أنا، وأن كل شيء قد انهار، أصبح البيت صامتًا موحشًا كئيبًا، وكأن الأرواح التي كانت تملؤه ذهبت ولم تترك سوى الظلال.
كرهت الدنيا، وزهدت فيها، ولولا يقيني برحمة الله، لكنت فقدت صوابي أو أقدمت على ما لا يُرضيه (الانتحار) -أستغفر الله-.
أرجو أن ترشدوني إلى ما يطمئن قلبي، ويطيب خاطري، وجزاكم الله خيرًا.