السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ سبعة أشهر من مشكلة أثّرت في حياتي بشكل كبير، بدأت عندما رأيت منشورات متكررة عن وفاة شباب في مثل سني، فتولّد لديّ خوف شديد، أشبه بالخوف المرضي، وأُصبت بعدها بنوبات هلع متكررة، وكنت أظن أنني سأموت في أي لحظة.
ذهبت إلى الطبيب، فطمأنني وقال إن الأمر بسيط، ووصف لي دواء "مودابكس" 50 ملغ، وبالفعل شعرت بتحسُّن واضح، لكنني في تلك الفترة كنت في حالة يأس شديدة، ولم أكن أُقرُّ بهذا التحسُّن، بل ظللت خائفة ومضطربة، وكنت أظن أنني فقدت عقلي، ولا أدري ما الذي أصابني.
قبل هذه الأزمة، كنتُ فتاة متفائلة جدًّا، لديّ أحلام وطموحات، وأريد أن أعيش حياتي بشكل كامل، لكني لا أعلم ماذا تغيّر فجأة، وأصبحت كثيرة التفكير في الموت، وأشعر أن ذهني مشتّت وشارد دائمًا.
رغم أنني شخصية اجتماعية بطبعي، وخيالي واسع جدًّا، وربما لهذا أُعاني من القلق والتفكير الزائد.
أمر آخر أود ذكره: أنا لا أُصلي بانتظام، وأجد صعوبة في المداومة على الصلاة، ولم أكن أرتدي الحجاب سابقًا، لكن ما مررت به جعلني أرتدي الحجاب، وما زلت ملتزمة به والحمد لله. لكن حتى ذلك بات يقلقني؛ إذ تأتيني أفكار مؤلمة، كأن الله ألهمني الحجاب لأن أجلي اقترب – والعياذ بالله – وهذه الفكرة ترعبني.
كما أنني أميل إلى المثالية أمام الناس، ولا أعرف سبب ذلك، وربما يكون من أسباب توتري.كلّما أتتني فكرة أو سيناريو في ذهني، ينتهي بي المطاف بالتفكير في الموت، فيرعبني الأمر، ويقلقني كثيرًا! لا أعلم لماذا حدث لي كل هذا عندما بلغت الحادية والعشرين من عمري -تحديدًا-؟!
أعتقد أن أكبر ما يُؤرقني الآن هو الصراع بين نظرتي السابقة للحياة، التي كانت مليئة بالتفاؤل، وبين محاولتي الحالية لبناء نظرة جديدة أكثر توازنًا، لكنني أخشى أن تؤثر هذه المرحلة عليّ على المدى الطويل.
كنت في الماضي شخصية قوية، أتحمّل الكثير من الضغوط، أما الآن فأصبحت هشّة نفسيًا، وأشعر أحيانًا أن روحي فارغة – لا أعلم إن كان هذا التعبير دقيقًا، لكنه الأقرب لوصفي.
أعتذر عن الإطالة، لكنني قلقة جدًّا على نفسي، وأحتاج إلى التوجيه والمساندة.
شكرًا لكم.