السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم عدم إحالتي إلى أي استشارة أخرى، فقد تعبت كثيرًا ولم أجد حلًا لمشكلتي! أعاني من وسواس انتقال النجاسة، وقد أرهقني الأمر كثيرًا، خاصة في تنظيف السجاد والبيت.

الآن لدي مشكلة جديدة: وضعت سجادة صلاة مغسولة، وهي مبللة على كنبة أشك في طهارتها، لكنها جافة، والكنبة مغطاة بقطعة قماش طاهرة وجافة، قمنا بتفصيلها لتغطي الكنبة بالكامل، أي أنني وضعت سجادة مبللة على ثوب طاهر جاف، وتحته كنبة نجسة جافة.

سؤالي: هل تنتقل النجاسة إلى السجادة؟ علمًا أن القماش الحائل بين الكنبة والسجادة رقيق جدًا.

وشكرًا لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما من مشكلة إلا ولها حل، فلا تيأس، وفي الحديث يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:(ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) رواه البخاري، وقد قرأت رسالتك، وسأحاول إعطاءك بعض الحلول، ولكن الحل يبدأ من عندك في همة عالية في دفع وساوس الشيطان، وإليك الإجابة على النحو التالي:

أولاً: أدركت معاناتك في الوسوسة، ويظهر عليك -للأسف- أنك استسلمت لها، أي هذه الوساوس الشيطانية بدليل قولك، أرجو منكم عدم إحالتي لأي استشارة أخرى، فقد تعبت ولم أجد حلاً لمشكلتي، وهذا استسلام للوسوسة، فلنكن سويًا صفًا واحدًا أمام هذا التحدي مع الوسوسة.

أتعرف -أخي العزيز- أن هذه الوساوس أصلاً هي عبارة عن أفكار وخواطر وتهيؤات تتكرر على ذهن الإنسان فيظنها حقائق، وإنما هي توهمات تحتاج إلى همة عالية في مدافعتها، و-للأسف- عدم مدافعتك لهذه الوساوس أدى إلى تعمقها فيك، وصارت متأصلة، لكن بالعزيمة الأكيدة ستنقشع، وتذهب إلى غير رجعة -إن شاء الله-.

ثانيًا: استعن بالله جل وعلا على مدافعة هذه الوساوس، بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأيضا أوصيك بالمحافظة على الصلاة والوضوء فإنها تُهدئ من هذه الأفكار، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء والنوم.

ثالثًا: الأصل بقاء ما كان على ما كان عليه، واليقين لا يزول بالشك، فالأصل الطهارة حتى لو فرضنا أن الكنب نجس، مع عدم التسليم لموضوع نجاسة الكنب؛ لأن الأصل الطهارة، ولا يجوز إن تقول إن كنب البيت، أو الصالة نجس إلا بدليل ويقين؛ لأنها في الحقيقة والواقع وسوسة فقط، وسوسة شيطان.

ثم على افتراض أن الكنبة فيها نجاسة، وجعلت عليها السجادة المبللة، فهناك حائل بين السجادة المبللة، وبين الكنبة الجاف وهي قطعة القماش الطاهرة فلا يؤثر شيئًا، ولا تنتقل النجاسة من الكنبة إلى السجادة قولاً واحدًا، فدع عنك هذه الوسوسة؛ لأنك لو فتحت على نفسك هذا الباب، فقد تفتح عليك أبوابًا مغلقة، فعليك بالهمة العالية لمدافعة هذه الوسوسة، ولا تكن سببًا في إتعاب نفسك، فتمرض نفسك وتتعبها، فاتق الله في نفسك، ولا تتعبها بهذه التخيلات والتهيؤات، فإنما هي وسوسة الخناس، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.

وفي الأخير: أسأل الله أن يعافيك من هذه الوسوسة، وأن يبعدها عنك، ويسعدك في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.