السؤال
السلام عليكم
أنا الأخت الكبرى بين أربعة إخوة، وجميعنا تجاوزنا الثالثة والثلاثين من العمر، نعيش مع والدَيَّ، ووالدي متقاعد، وكان يعمل أستاذًا في الجامعة، أما والدتي فهي ربة منزل.
دائمًا ما أشعر أن لدى والديّ مشكلة كبيرة في أسلوب التعامل معنا، رغم التزامهما الديني وطيبتهما، إلا إنهما لا يُحسنان النصح، ويغلب عليهما الخوف الزائد علينا، والذي يتحول أحيانًا إلى تصرفات غير مفهومة، فتنعكس الأمور سلبًا. كثيرًا ما يكون لديهما جمود وضيق أفق في التعامل مع المشكلات، حتى إن إخوتي نادرًا ما يتحدثون معهما.
ما يؤلمني حقًا هو أن والدي كثيرًا ما يدعو عليّ لأسباب تافهة، رغم أنني أعاني من مرض السكري منذ الطفولة، وأحاول قدر المستطاع ضبط أعصابي، نعم، قد أغضب أحيانًا، وأدرك أن ذلك لا يجوز، لكنني والله أبذل كل جهدي لأبرّهما وأتجنب إغضابهما.
والدي كثير الدعاء على الكافرين، ولكن أن يدعو عليّ بنفس تلك الأدعية فهذا يصيبني بالصدمة؛ لأنني أحبه كثيرًا وأدعو له باستمرار، حتى والدتي تقول له: "هذه أكثر واحدة تخاف عليك وتدعو لك، لماذا تدعو عليها؟"
ومع تكرار ذلك، بدأت أدعو على نفسي كثيرًا، وكرهت الحياة، أشعر وكأنها حمل ثقيل، لا أجد فيه أمانًا أو أملًا، أعاني من اكتئاب شديد، وأخشى البدء في العلاج النفسي.
أشعر بالقلق المستمر من المستقبل، خاصة مع حالتي الصحية، ومؤخرًا لم تعد لدي طاقة لأي عمل، وأشعر بالإجهاد الدائم، والحاجة للبكاء، ومشاعر سلبية متراكمة من قلق وحزن عميق وغضب شديد، وكأن الدنيا اسودّت في عيني.
الحمد لله، أنا أحفظ القرآن وأعلم أن ما أمرّ به هو ابتلاء، وأحاول الصبر. لا أفضل تناول أدوية الاكتئاب؛ لأنها ستكون التزامًا إضافيًا إلى جانب الإنسولين الذي أتناوله منذ الطفولة.
علمًا بأن لدي أخًا وأختًا يعانيان من اكتئاب حاد منذ خمس سنوات، ولا يزالان على العلاج حتى الآن.
فبمَ تنصحونني؟