السؤال
السلام عليكم.
منذ شهر رمضان، بدأت أعاني من أوهام تراودني حول حادثة وقعت معي في عام 2018.
كنت في مكان عام، وبعد عودتي من صلاة المغرب، قابلت في طريقي طفلة صغيرة تطلب نقودًا، اصطحبتها إلى الدار لأعطيها المال، ودخلت بها إلى بيت داخل سور، فجأة انفجرت بالبكاء، فتركتها دون أن أمسّها بسوء، وخرجت من الباب هاربًا خشية أن يراني أحد.
مرت القضية بسلام، ولم أسمع أي خبر متعلق بالحادثة طوال هذه السنوات، وكنت أحمد الله دائمًا لأنه نجّاني من أن أقترف سوءًا تجاهها.
لكن في إحدى ليالي رمضان الماضية، وبينما كنت أصلي التراويح بمفردي، راودني خاطر: ماذا لو كنت قد ارتكبت معها المحظور؟ ماذا لو أصابها مكروه وأنا متلبّس بذلك؟
بدأت الأوهام تتسلل إليّ: ماذا لو لم تخرج الطفلة من البيت؟ أو لم تستطع الخروج من الباب؟ ثم تطورت الفكرة إلى أنها ربما خرجت وتعرضت لحادث سيارة، رغم أن المقر لا يقع على شارع معبّد.
هذه الأفكار أرقتني، وأصبحت أتخيل كل شيء وأربط أي صدفة تمر بي بالحادثة.
ثم حلمت بعد عدة ليالٍ من هذه الأوهام أنني كنت مع والديّ، وجاء أبي بالبشارة أنه عرف أهل الفتاة وأنها بخير الآن. في الوقت ذاته، كانت في يدي جمجمة رميتها خارج المنزل، وأقبلت أحمد الله وأثني عليه على هذه البشارة، لكن رغم ذلك، ما زالت تلك الأوهام تراودني، علمًا أن الطفلة لا أعرفها، ولا أعرف من أين أتت.