الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر دائمًا بالقلق والتوتر والخوف من الموت، فما سبب ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر أنني سوف أموت، وينتابني القلق والخوف، وأشعر بألم في قلبي، ويرتجف جسمي، ولدي نغزات في قلبي، ولا أعرف سبب هذا الشعور، لكنني دائمًا أشعر بالقلق والتوتر المستمر، ولا أعلم إن كان هذا الشعور حقيقيًا أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -بنيتي- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، واضح من سؤالك أنك تعانين من القلق والتوتر والخوف، وتشعرين بألم في قلبك وجسمك، وأنك ترتجفين، وتشعرين بوخزات في قلبك، وأيضًا تشعرين بالخوف؛ كل هذا يجعلك تشعرين باقتراب الموت -لا قدر الله-.

بنيتي: نعم، إن أجسامنا ونفسياتنا تتأثر بصعوبات الحياة وتتكيف معها بهذا الشكل، فصعوبات الحياة بما فيها من تحديات ومشكلات -سواء في الأسرة أو خارجها، في المدرسة، في الدراسة- كلها قد تجعلنا نشعر بالتوتر والقلق، وهذا أيضًا يكون مفرطًا في بعض الحالات، وخاصةً عند الإنسان شديد الحساسية.

تسألين هل هذا شعور حقيقي أم غير حقيقي؟
نعم، شعورك هذا حقيقي؛ لأنك تشعرين بالقلق والتوتر، ولكن ليس بالضرورة أن يكون بسبب مرض عضوي أو جسدي؛ طالما أنت في صحة بدنية جيدة، وخاصة أنك في هذا العمر -الخامس عشر-، فالغالب أنه بسبب نفسي، والسبب النفسي -أي غير البدني- لا يعني أن الشعور متوهم أو خيالي، بل هو توتر حقيقي، ولكن أسبابه نفسية.

كيف نتعامل مع مثل هذا القلق والتوتر؟

أولًا: لا بد أن نعرف لماذا نحن في هذا التوتر؟ ما هي الصعوبات التي تواجهينها في حياتكِ سواء في المدرسة أو البيت أو غيرهما؟ فإذا عرف السبب بطل العجب كما يقال.
ثانيًا: نحاول أن نتعامل مع التحدي الذي يواجهنا في الحياة، -كما ذكرت سواء في البيت أو في المدرسة- بشكل معقول، دون أن نضطر جسدنا ليتوتر ويقلق بهذا الشكل.
ثالثًا: أن نحاول المحافظة على نمط حياة صحي، بما فيه من نشاط بدني، مثل: الرياضة وغيرها، وساعات نوم كافية، والتغذية الصحية المتوازنة.

أنا أعتقد -بنيتي- إذا التزمت بكل هذا، بالإضافة إلى محافظتك على صلاتك وقربك من الله تعالى، وذكركِ له عز وجل: {ألا بذكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوبُ}، بالإضافة إلى إقامة علاقات طيبة مع أسرتك وصديقاتك، فكلُّ هذا سيذهب عنك هذا القلق والتوتر، وتستعيدين هدوءك وطمأنينتك.

ولمزيد من الفائدة راجعي الاستشارات المرتبطة: (288014 - 2206953 - 2136823 - 2405159 - 2323709 - 2322784).

أدعو الله تعالى أن ينزل السكينة والطمانينة على قلبك، ويعينك على درب الحياة، فما زلتِ في بدايته، ولا تنسي أن تدعي لنا بظهر الغيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً