السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب لدي معظم صفات الصلاح، من ذلك: برّ الوالدين، ومعروف بأخلاقي الحميدة، وطالبٌ للعلم، أدرس بجد ومثابرة، وأحرص على تطوير نفسي كل يوم، وأحاول -قدر استطاعتي- الالتزام بالصلاة في أوقاتها، وأحفظ القليل من القرآن الكريم، وأتوجه إلى الله بالدعاء كل يوم، وأغضّ بصري دائمًا، لا أكذب أبدًا، وأتابع قضايا الأمة، خاصة قضية فلسطين، عن كثب، وأدعو لهم بالنصر كل يوم.
كما أطلب من والديّ أن يدعوا لي أيضًا، وأحاول نصح أخي الأصغر بالمحافظة على الصلاة، وأصطحبه أحيانًا إلى المسجد حتى يعتاد الذهاب بنفسه، كما أنني محسن إلى أخواتي، وأسعى دائمًا للخير في كل ما أستطيع.
أنا طالب في الثانوية العامة في الأردن، درست بكل ما أوتيت من قوة، وأتقنت المواد قبل الامتحانات بشهر؛ حيث كنت قد أنهيت دراسة كل مادة على الأقل خمس مرات، وفي هذا الشهر الأخير، حللت عددًا كبيرًا جدًا من الامتحانات المقترحة، حتى لا تكاد تُحصى، وكانت جميع المؤشرات تدلّ على أنني سأُحرز علامة تفوّق.
كنت أحسب بعد كل اختبار ما لدي من أخطاء، ولم أكن أجد شيئًا يُذكر، لكن تبين لي لاحقًا أنني ارتكبت خطأ بسيطًا جدًا في موضوع التعبير، في مادة اللغة العربية، وكان ذلك سببًا في ضياع عدد من العلامات.
وها أنا أرى من حولي أناسًا لم يدرسوا ربع ما درسته، وقد حصلوا على علامات أعلى مني بكثير، أو قريبة من علامتي، كنت أحلم أحلامًا تشير إلى أن الله سيعطيني خيرًا كثيرًا، وأنني سأكون مختلفًا عن إخوتي، وبالمناسبة حصلت على معدل 92 في مادة اللغة العربية، وأطمح إلى دراسة الطب في بلدي، ولكي أتمكن من ذلك، يجب علي أن أحرز علامة أعلى من ذلك.
على الرغم من كل الصفات الحسنة التي ذكرتها، إلا أنني أقع أحيانًا ونادرًا في موضوع الإباحية والعادة السرية، بمعدل مرة كل شهر أو شهرين، ولكن في كل مرة أقع فيها، أتوجه إلى الله مرة أخرى، وأطلب المغفرة، وأستغفره، وأسبحه حينها من 3000 إلى 6000 مرة في اليوم، فهل لهذا الأمر علاقة بما حصل معي؟ أو ما هو تفسيركم لما حدث لي؟