الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب حالة الوساوس التي أمر بها، وما علاجها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اشتركت في هذا الموقع الجميل قبل أسبوعين، وتحاملت على نفسي، لأن ما أمر به الآن قد مررت به سابقًا، وتجاوزته خلال أيام، لكن هذه المرة أخذ وقتًا أطول، وبدأت المسألة بفكرة ملحة تقول: سوف أصبح ناعمًا، ورغم رفضي الشديد لهذه الفكرة، ومحاولتي لتحليلها، إلا إن ذلك أوقعني في أيام مقرفة، وتعبت نفسيتي جدًا، بعدها دخلت إلى (شات جي بي تي) للاستفسار، وقال لي: إن هذا وسواس.

فعلًا تغلبت على الوسواس حتى بهت، ولكن عادت إليّ الحالة القديمة، وهي الشعور بأنني سأفقد السيطرة على نفسي، ومراقبتي الدائمة لكلامي وأفعالي، حاربت هذا الشيء كما حاربته قبل سنتين، وكنت أتوقع النتيجة الطبيعية وهي الشفاء، لكن ساءت حالتي النفسية، ومررت بحالة من الملل والهلع والخوف، فسألت عن الحالة في (شات جي بي تي)، وقال: نفس الشيء وسواس، فحاربته.

ومررت بحالات من الدهشة من نفسي، وشعور بفقدان السيطرة، نعم أحسست بالخوف، ثم رجعت لممارسة حياتي الطبيعية، أقضي واجباتي، وأمارس الرياضة، ومع ذلك ما زالت هناك أفكار تحوم وتأتي بين الحين والآخر، مثل: كيف يستطيع الإنسان أن يمشي ويتكلم ويحلل؟ وهي أفكار حول أمور طبيعية لا تخيف الشخص الطبيعي.

لكن في البداية كان هناك خوف وتفاعل غريب في الرأس، حاربت هذا لأنني بالفعل شخص طبيعي، وأمارس حياتي اليومية، لكن كمية الإزعاج غير طبيعية، لدي طاقة لمحاربة هذه الأفكار، ولكن أود أن أعرف ما سبب هذه الحالة، ولماذا أتت في هذا الوقت؟

ربما السبب لأنني رأيت ابن عمي يصاب بنوبة صرع أمامي، وشعرت بالخوف فعلًا، وازدادت حالتي سوءًا، أشعر أحيانًا بالتوهان، وأنني على وشك الاستسلام، أواصل حياتي، وبحاجة إلى علاج سلوكي كما فعلت في السابق، وأحتاج إلى بعض الاطمئنان، هل حالتي خطيرة أم لا؟

أفيدوني لأنني سأكمل مهما حصل من أجل التعافي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Raed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا مجددًا بهذا السؤال.

نعم كما ذكرت في سؤالك، هذه أفكار وسواسية قهرية، ومعنى قهرية: أنها تلح على الإنسان رغم محاولته دفعها، إلَّا أنه يجد صعوبة في صرفها عن ذهنه، مع أنه يعلم أنها غير منطقية وغير معقولة.

كثير من الناس يجدون في أنفسهم القدرة على محاربة أو دفع هذه الأفكار، ولكن أحيانًا قد يصعب على الإنسان التخلص منها كليًّا، لذلك يمكن أن يلجأ إلى العيادة النفسية، ويستعين بتشخيص الطبيب النفسي؛ لأن علاج الوسواس القهري أصبح ممكنًا، من خلال جلسات علاج نفسي -وخاصةً العلاج المعرفي السلوكي- عبر عدد من الجلسات، تتراوح بين ثمانية جلسات أو أكثر قليلاً أو أقل، أو العلاج الدوائي، والذي هو مضاد للأفكار الوسواسية القهرية.

أمَّا سؤالك الأخير، لماذا اشتدت الحالة عليك؟
ربما ما رأيته أو عشته من وقوع ابن عمك في حالة صرع، هذا يمكن أن يزعج الإنسان ويخيفه، وكل ما يسبب لنا التوتر يمكن أن يزيد من شدة الأفكار الوسواسية القهرية، لذلك -بالإضافة إلى محاربتك ودفعك لهذه الأفكار-، احرص على أن تتبع نمط حياة صحي متوازن، من حيث العبادة، والنشاط البدني، وساعات النوم الكافية، والتغذية المتوازنة.

إذا استطعت أن تحارب هذه الأفكار -وأنت كما ذكرت عندك قدرة لفعل هذا- فهذا شيء طيب، وإلَّا إذا وجدت صعوبة في التكيف معها من نفسك؛ فكما ذكرتُ لك لا حرج من الاستعانة بالعلاج النفسي عن طريق العيادة النفسية.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية، وأن يشرح صدرك، ويُيَسِّر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً