السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذه الصفحة المباركة، وهذه الجهود في الإجابة على تساؤلات الجميع، وأسأل الله أن ينفع بها الأمة ويصلح بها حال مجتمعنا.
أنا فتاة في العشرينيات من عمري، أمرّ بفترة من الإرهاق الذهني لا يُحتمل، سأبدأ من البداية: والدتي امرأة عاملة، ووالدي خسر عمله بسبب شجار مع المدير، وكان عمري حينها حوالي ست سنوات، لدي شقيق من والدي من زواج سابق، وهو أكبر مني.
المزعج في الأمر أن والدي طوال هذه السنوات لم يُكلّف نفسه عناء البحث عن عمل، أو القيام بدوره كربّ أسرة، رغم محاولات والدتي المستمرة لدفعه إلى العمل، كانت هي من تتحمل كل المسؤوليات: تطبخ، تغسل، ترتب، وتصرف على احتياجات البيت.
بدأنا لاحقًا في بناء منزلنا الخاص، الذي كلف والدتي الكثير من المال والتعب النفسي، واضطرت إلى التقشف في المصاريف من أجل إتمامه، وبعد الانتهاء من بنائه، انتقلنا للعيش فيه.
بعد نجاحي في الثانوية العامة، قررت والدتي الانتقال إلى مدينة أخرى لتكون قريبة من الجامعة، فاستأجرنا شقة صغيرة مقارنة بمنزلنا، وبعد فترة، قررت والدتي بيع المنزل الذي بنته بأموالها لشراء منزل آخر في المدينة الجديدة.
المشكلة أن والدي رفض الأمر، ووضع العديد من الأعذار والعقبات في كل مرة تناقشا فيها حول الموضوع، ومؤخرًا، جاء أخي -ابن والدي من زواجه الأول- وسكن في المنزل، بحجة أنه يتشاجر كثيرًا مع عمتي، التي كان والدي يسكن عندها منذ زواجه بوالدتي، وأرى أن هذه مجرد حجة جديدة لتعطيل بيع المنزل.
أنا الآن خائفة على والدتي، فقد أصيبت بمرض تزداد أعراضه سوءًا عند القلق، وهي الآن في وضعية تستدعي القلق والاهتمام، لا أحد يرضى بهذا الظلم، خاصة وأنها من وضعت كل جهدها ومدخراتها في بناء هذا المنزل، بينما والدي لم يكن يعمل طوال تلك الفترة.
سؤالي هو: هل يحق لوالدتي بيع المنزل المبني بأموالها، رغم عدم وجود وثائق تثبت ملكيتها له؟ هو حصيلة تعبها لسنوات، وأنا لا أتحيّز لها، لكن يؤلمني حقًا أن أراها تتعرض لهذا الظلم، ما رأيكم في هذا الوضع؟ وماذا يمكنني أن أفعل؟
بارك الله فيكم.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

