السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبي رجل شديد البخل علينا، مقصّرٌ جدًّا في توفير اللباس والطعام، وأمي وإخوتي (17 و 15 سنة) يعيشون معه، لا يسأل عمّا ينقصهم، وإذا طلبوا منه طبخة لا يُحضِرها إلَّا بعد أيام، ولا يشتري لهم الملابس، فيتدبّرون أمرهم من الأقارب.
هو سليط اللسان على أمي؛ يسبّ ويشتم، ولا يسمح لأخي بالعمل خوفًا من أن يُصبح لديه بعض المال، ولا يسمح لأمي بالخروج من المنزل أو استقبال الجيران، ويشكّ فيها، ويطعن في عرضها، مع أنّ أمي من أكثر الناس التزامًا.
ليس هناك مَن يردعه، وأمي أيضًا خائفة، لا تخطو أي خطوة نحو تغيير حالها، وما يزيد حزننا أنّه كريم جدًّا على نفسه؛ فيأكل الطعام الجاهز خارج المنزل، ولا يطعم أهلي، ولا يُقصّر في لباسه، حيث يشتري لنفسه أكثر من قطعة في المرة الواحدة، ويترك أمي وإخوتي في أردأ الثياب.
شديد الكرم مع الناس؛ يقيم الولائم، ويصرف عليهم، ويعطي المال لمن يريد الاستدانة ثم يسامحه، بينما يسبّب لأمي ضغطًا نفسيًا كبيرًا، ولو استطاع أن يُحاسبها على الهواء لفعل، وعندما يتشاجران يقوم أبي بالطعن في عِرضها، ويُهددها بأنه سيفضحها أمام الأقارب والجيران، فتزداد حُزنًا وخوفًا رغم براءتها، وتقول: "لا أحب أن يُحكى عليَّ"، وتسكت وتصبر على كلامه وأفعاله.
أنا متزوجة منذ 13 عامًا، ولم يسأل عني أو عن أطفالي، وكأنه ارتاح وتخلّص مني، ومع ذلك أتصلُ عليه بين حين وآخر للاطمئنان عليه. حزني شديد على أمي وإخوتي، فقد أفقدهم الحياة الطبيعية؛ لا يقدرون على فعل أي شيء سوى الجلوس في المنزل، مع العلم أن حالته المادية جيدة ولا يحتاج لأحد، وإذا ترتّب عليه دفع جزء من إيجار عمله، أسرع إلى تقليل مصروف البيت أكثر، وتركهم بلا شيء.
لديّ أيضًا أخ أكبر مني، وهو متزوج، ولا يسأل عنه أبي أبدًا، بل يغار منه، وحاول منع أمي من زيارته، وقد حاول أخي إيجاد حلّ مع أبي، والتحدث بوضوح عن وضعهم، لكن أبي ازداد كُرهًا ودُعاءً على أخي، حتى استسلمنا ولم نجد حلًا، ولا نعلم ما العمل معه.
أرجو منكم الاستشارة.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

