السؤال
تقدمت لخطبة فتاة من عائلتي تكبرني في السن، وهي متدينة وذات خلق حسن، ورغم موافقتها المبدئية إلا أنها تقول بأنها لا تستطيع العيش في البلدة التي أقيم فيها، وأنا أحبها كثيراً.
أرجو أن تنصحوني كيف أقنعها؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
تقدمت لخطبة فتاة من عائلتي تكبرني في السن، وهي متدينة وذات خلق حسن، ورغم موافقتها المبدئية إلا أنها تقول بأنها لا تستطيع العيش في البلدة التي أقيم فيها، وأنا أحبها كثيراً.
أرجو أن تنصحوني كيف أقنعها؟ وجزاكم الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ث حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن أولى الناس بالمرأة زوجها، وفلاح المرأة في موافقة زوجها بعد طاعتها لربه وربها، ومرحباً بك وبها، ونسأل الله أن يجمعك بها وأن يلهمها رشدها، وهنيئاً لمن خطب من الصالحات واجتهد في طاعة رب الأرض والسماوات.
لا شك أن الإنسان يصعب عليه ترك مألوفاته والبعد عن أهله وجيرانه، ولكن الأمر سيختلف إذا حصل الزواج ورزقكم الله الوفاق، وهكذا حال الناس في هذه الدنيا، يجتمعون ويتفرقون ولا يبقى بعد ذلك إلا العمل الصالح والذكرى الطيبة، فواصل المشوار وتوكل على مكور الليل على النهار، وتوجه إلى الواحد القهار، فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها كيف يشاء.
إذا كانت هناك موافقة مبدئية فما عليك إلا أن تأخذ الأمر بمأخذ الجدية، وتنتقل من الخطبة إلى إتمام عقد الزوجية، وليس من المصلحة فتح الأبواب للنقاش، وما من فتاة إلا وتظهر لخطيبها وزوجها في البداية صعوبة البعد عن أهلها، وربما وجد من تبكي لفراقهم، ولذلك لم يعتبر الفقهاء بذلك البكاء، فقال بعضهم: لا تزوج إن نفرت، لا إن ضحكت أو بكت؛ حيث حملوا البكاء على صعوبة مفارقتها لأهلها، وحملوا الضحك على القبول بالخاطب، بخلاف النفور أو الرفض فإنه يدل على عدم الرغبة.
مما يعينك على إقناعها بعد التوجه إلى الله ما يلي:-
1- تذكيرها بأن الوالدين يسعدهما زواج ابنتهما، لأنهما لا يدومان لها، وأن مصير المرأة وسعادتها في أن تكون برفقة زوج يحترمها ويقدرها.
2- إعلامها بأن حق الزوج مقدم، وأنه أولى الناس بالمرأة.
3- تذكيرها بأن سعادتها في مملكتها.
أرجو أن تعلم أن البعد لا يعني الانقطاع عن الأهل والوالدين، ونتمنى أن تعينها على البر والصلة، وأن تشعرها بتقديرك لأسرتها، وبحرصك على الوفاء لهم.
وبالله التوفيق والسداد.