السؤال
هل يوجد علاج للأمراض المستعصية بالقرآن؟ مثل فيروسات الكبد.
هل يوجد علاج للأمراض المستعصية بالقرآن؟ مثل فيروسات الكبد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الأمر الذي سألت عنه يسمى في الشريعة الإسلامية بالرقية الشرعية، وهي التوسل إلى الله بكمال ربوبيته وكمال رحمته بالشفاء، وأنه وحده الشافي، وأنه لا شفاء إلا شفاؤه، وتتضمن التوسل إليه بتوحيده وإحسانه وربوبيته، وقد علمنا رسول الله صلى عليه وسلم حديثاً يعمل به كل من يجد ألم أو وجع دون تخصيص مرض عن مرض، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله، فيمسح عليه بيده اليمنى ويقول: (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً).
(عن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً في جسده منذ أسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) وهنا ذكر اسم الله، والتفويض إليه والاستعاذة بعزته وقدرته من شر الألم مما يذهب به، وتكراره يكون أنجع وأبلغ كتكرار الدواء لإخراج المادة0
عليك يا أخي بشرب ماء زمزم، فلقد أودع الله عز وجل فيه خاصية الشفاء من الأمراض والعلل، وهناك من الحالات المرضية ما وقف الطب حيلها حائراً، بل وعاجزاً عن تشخيص الداء ووصف الدواء، ولم يكن الشفاء إلا في زمزم، قال صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم لما شرب له) فإن شربته تستشفي به شفاك الله.
أما القرآن الكريم فهو شفاء حسي وشفاء معنوي، فقد قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ)[الإسراء:82]^، ولكن مسألة الشفاء بالقرآن تحتاج إلى شرطين كما قال العلماء:
أولاً: المحل الفاعل، وهو الراقي والقارئ نفسه، بحيث يكون على صلاح، وعلى يقين بهذه القراءة التي يقرأ بها.
ثانياً: المحل القابل، وهو المريض الذي يستقبل الرقية، بحيث يكون على يقين بأن هذه القراءة تنفع بإذن الله، أما إذا يقرأ عليه للتجربة فلا يستفيد بذلك.
فيروسات الكبد ليست أخطر من لدغة ذوات السموم التي شفي منها أحدهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بسورة الفاتحة فقط.
ثبت في الصحيح عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: (انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الفاتحة:2]^، فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية؟ ثم قال: قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهماً، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم).
هذا في لدغة، فكيف بما هو أخف منها؟!
وبالله التوفيق.