السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
أولاً: جزاكم الله كل خير على هذه الخدمة فقد تواصلتم معي من قبل.
عرضت عليكم جزءاً من المشكلة من قبل لكن بدون ربطها بحالتي النفسية بعد تفكير عميق فيها.
وهي مشكلة مركبة اجتماعية ونفسية، فأنا آنسة عمري 21 سنة، من أسرة يشهد لها الجميع بالاحترام والتدين وحسن الخلق - بفضل الله والحمد لله - والدي يتمتع بمركز اجتماعي مرموق، فهو أستاذ بكلية الطب مشهور، أما أنا فتخرجت العام الماضي من كلية الآداب، وأدرس بالدراسات العليا الآن، ويشهد الجميع لي بالجمال وحسن الخلق، وحب الناس، والتواضع، وهو الصفة المسيطرة على أسرتي والحمد لله.
يعني باختصار كل ظروفنا ممتازة، سواء المادية أو الاجتماعية، لكن رغم ذلك فأنا دائماً أشعر بأنني أقل ممن حولي، ولا أتماشى أبداً مع من هم في نفس مستواي الاجتماعي وصداقاتي من كل الفئات، خاصة ممن هم أقل مني، أعاني من أزمة الثقة بالنفس، رغم هذه العوامل التي من المفروض أن تزيد من ثقتي بنفسي، وأراعي التواضع في كل تصرفاتي، لكن بشكل غير إرادي، وبشكل مرضي فأخاف مثلاً أن تراني زميلة لي وأنا أقود السيارة خوفاً من اعتقادها أني أتعالى عليها، وأميل إلى التواضع والاسترخاص في كافة مشترياتي، رغم توفر المال.
وهذا الشعور السلبي الذي يحرمني من التمتع بما أنعم الله به علي، والثقة بالنفس، والتمتع بحقيقة وضعنا الاجتماعي خوفاً من سوء تفسير الآخرين يجعلني الآن أحدد بعض المواصفات في اختيار شريك الحياة، مثلاً أن يكون مركزه الاجتماعي مرموقا مثل والدي، وليس عاديا، وبالطبع على دين وخلق، وأرفض فكرة السفر للخارج بحثا عن المال، وهذا يجعلني أرفض العديد بدون مقابلتهم.
والسبب في وجهة نظري أني أحاول التخلص من الشعور بالدونية، وأني أقل من الناس، وأثبت لهم العكس، أني تزوجت من شخص مرموق ومحترم ومتدين يقدره الجميع ويرتقي بي. فأنا لم أشعر يوماً بالتميز، على الرغم من مواصفاتي، وأني كنت ناجحة في الكلية، والآن أقوم بالدراسات العليا، لكن هذا الشعور ما زال يطاردني.
وأحياناً أحدث نفسي لماذا لا أتزوج شخصاً غنياً من البداية، ولا أضطر للسفر للخارج؟ لم لا أتزوج شخصاً مرموقاً مثل أبي يشرف أبنائي كما تربيت؟ وذلك أيضاً كرد فعل من داخلي لتواضعي المرضي، فأحاول أشعر نفسي بمواصفاتي
ومستواي الاجتماعي أو المادي الذي ممكن يجعلني أشترط عريساً به نفس المواصفات، لكن أيضاً وأنا أقول ذلك أشعر باطمئنان داخلي لكن أرجع فوراً وأشعر بأني غير مقتنعة بهذه الشعارات، فماذا أفعل بمفردي لا أستطيع الظهور بين الناس، فأتمنى زوجاً صالحاً مرموقاً يعرف الآخرون من أنا ويقدرني الناس بسببه.
وأشعر بالضيق والحزن لمجرد تخيلي أني تزوجت من شخص أقل مني اجتماعيا، وأشعر أن الأمل الوحيد لي في الارتقاء بثقتي بنفسي تحطم.
فماذا أفعل وهل هذه وساوس وحرام علي رفض المتقدمين لهذه الأسباب رغم ضيق صدري؟ وما الخطوات المناسبة للتخلص من هذه المشكلة المعقدة؟
آسفة على الإطالة.