السؤال
السلام عليكم.
يعجبني شخص، وأكثر ما يثير اهتمامي عنده شخصيته الصلبة والقوية، لدرجة جعلتني أود رؤيته يومياً لكن دون أن يعلم باهتمامي به، فبماذا يفسر هذا؟ وما حكم الدين فيه؟
السلام عليكم.
يعجبني شخص، وأكثر ما يثير اهتمامي عنده شخصيته الصلبة والقوية، لدرجة جعلتني أود رؤيته يومياً لكن دون أن يعلم باهتمامي به، فبماذا يفسر هذا؟ وما حكم الدين فيه؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Nour حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يشرح صدرك للذي هو خير وأن يرزقك الحياء منه - جل جلاله سبحانه – وأن يعينك على غض بصرك وتحصين فرجك، وأن يهديك صراطه المستقيم.
بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة نور – فإنك تعلمين أن النفس البشرية بطبيعتها تميل إلى الأشياء التي تفتقدها؛ ولذلك نجد أن المرأة بطبيعتها تميل للرجل، والرجل بطبيعته يميل للمرأة، فهذه أمور فطرية فطر الله الناس عليها؛ لأنه لولا هذا الميل لدى الطرفين لما فكر رجل أن يتزوج ولا فكرت امرأة أن تتزوج، ولكن ما أن تدخل الفتاة مرحلة البلوغ إلا وتشعر بتغير فسيولوجي في جسمها، وتغير في خريطة وترتيب بدنها، وتشعر برغبة في الطرف الآخر، وهو كذلك نفس الشيء أيضاً يشعر الشاب إذا وصل إلى هذه السن بحاجته الطبيعية للطرف الآخر.
إلا أن هناك أحياناً أشياء قد تكون أكثر ظهوراً من غيرها، أمور تكون ملفتة للنظر أكثر، كأن يكون الإنسان جميلاً شديد الجمال، فنجد أن النفوس تُعجب به وتتمنى رؤيته، وكذلك قد تكون الأخت جميلة أيضاً وجمالها فاتن فنجد أن الكل ينظر إليها، وأحياناً قد يكون الإنسان قصيرا شديد القصر، فنجد أن الناس يثيرهم هذا القصر وينظرون إليه، وأحياناً قد يكون طويلاً فارع الطول نفس الشيء، وأحياناً قد يكون الغنى والمظهر الهندام الجميل أيضاً يؤدي إلى لفت انتباه الناس وإثارة انتباههم، وأحياناً قد تكون حتى الرثاثة وعدم النظافة أيضاً تثير في الناس اهتماماً ولكن مع الاشمئزاز لإنكارهم لهذا الشيء، فكل شيء غير مألوف عادة يؤدي إلى إثارة اهتمام الآخرين، ونظراً لهذا الرجل – كما ذكرت – شخصيته صلبة وقوية ومواقفه قوية، أنا لا أدري هل القوة هنا بدنية أم القوة الشخصية النفسية؟ فإذا كانت القوة بدنية فهذا أمر طبيعي جدّاً أيضاً؛ لأن الإنسان أحياناً قد يُعجب بمفتول العضلات خاصة من يلعبون رياضة كمال أجسام فنجد أن أجسامهم أخذت منعطفا آخر، ومنحنى آخر يجعله يُعجب - أحياناً – بنفسه، وأيضاً قد يكون محل إعجاب النساء خاصة.
وأحياناً قد تكون المواقف نفسها، بمعنى أنه يقف مواقف لا يتراجع عنها، وأنه رجل جد، وأنه رجل يقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وأنه رجل عنده فزعة وعنده أيضاً نخوة وعنده مروءة، هذه الأشياء قد تلفت انتباه الناس، وهذا الأمر ليس عندك وحدك وإنما هي طبيعة في غالب الناس أن هذه الأمور تحدث لهم ويعيشونها في حياتهم بصفة يومية.
أفسر هذا كما ذكرت بالنسبة لهذه القوة أنك تحتاجين هذا النوع من الرجال – هذا بالنسبة لك شخصياً - لعلك نشأت في أسرة لم يكن يوجد فيها هذا النوع من التصرف، وأنت بطبيعتك تحبين هذا النوع من الشخصية، يعني - على سبيل المثال – المرأة التي تنشأ في بيت تجد أن أباها قوي الشخصية تحب أن يكون زوجها قوي الشخصية، وأيضاً المرأة التي تنشأ في بيت وتجد أن أباها كان ضعيف الشخصية تفكر أيضاً بأن يكون زوجها كذلك؛ لأنها تجده مطيعا أيضاً، وأحياناً قد لا تقبل هذا من داخلها فطرة، وتتمنى أن أباها لو كان قوي الشخصية حتى يدافع عنه نفسه ويحسم الأمور بنفسه.
هذه أمور كلها - بارك الله فيك – إنما هي قسمة الله تبارك وتعالى، فأنا أقول: أنت في طبيعتك التي فطرك الله عليها تتمنين أن تكوني تحت شخصية قوية لتوفر لك نوعا من الحماية ونوعا من المظلة ونوعا من الوقاية الاجتماعية؛ ولذلك حدث لك هذا الميل، تشعرين بأنك في حاجة إلى هذه القوة؛ لأنك قد يكون في داخل نفسك شيء من الهدوء الزائد أو من الانكسار أو البساطة وتشعرين بأن هذه الشخصية تتركب مع شخصيتك؛ ولذلك تميلين له ميلاً داخلياً دون أن يشعر بذلك.
حكم الدين في ذلك: فمجرد الإعجاب القلبي ليس فيه شيء، أما المشكلة بارك الله فيك الاسترسال في هذا الإعجاب، فقد يؤدي إلى التعلق به ويؤدي إلى التفكير فيه وإلى ضياع الوقت في التفكير فيه، بل قد يشغلك عن أمور مهمة كأن تشغلي بالتفكير فيه في الصلاة أو تشغلي به في أمورك العامة العادية، فهذه الأمور بالنسبة لك مشكلة.
أيضاً النظر إليه محرم؛ لأن النظرة الأولى هي الجائزة والثانية لا تجوز، والنظرة الأولى هذه مجرد تبين هل هذا رجل أم امرأة، أما أن تعيدي النظر أو تطيلي النظر، وتقولي هي نظرة أولى، فهذا لا يمكن.
فإذن أقول: إذا كان مجرد إعجاب عابر، وليس هناك تفكير مستمر فيه فالأمر قد يكون خارج حدود المؤاخذة، أما كونك تفكرين فيه وإن كان ليس فيه شيء من حيث الحلال والحرام إلا أنه قد يؤدي إلى إفساد حياتك وإفساد عباداتك وطاعاتك؛ فالأولى إغلاق هذا الباب.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد، وأن يرزقك الله تبارك وتعالى وزوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله ولي التوفيق.