السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مررت قبل سنة ونصف تقريباً بزواج صعب استمر 5 أشهر، الزوج كان طفل أمه المدلل، والأم مسيطرة ومتحكمة، وأرادت أن تجعلني نسخة من ولدها.
لم أهنأ بهذا الزواج أبداً، صبرت وتحملت وفوق هذا كله حين أراد هذا الزوج الاقتراب مني لم يفلح، فقد كان شبه عاجز بسبب ثقل وزنه، ومن بعدها زادت المشاكل سوءاً، وأصبحت معاملته لي غير معقولة، لا يكلمني بالأيام! وإن كلمني كان أسلوبه جافاً وقاسياً وجارحاً! أتقرب منه فيتركني ويذهب إلى أمه! حتى في وقت الخطوبة كانت أمه حاضرة معنا أغلب الوقت، وفي تأثيث بيت الزوجية أمه هي من جهزت المنزل بالكامل بدون أن يستأذنوا مني! وقد كانت صدمة عظيمة إذ كنت طوال عمري أفكر كيف أجهز بيتي بذوقي أنا وزوجي، وغيرها من الأمور التي لا تعد ولا تحصى.
الحمد لله انتهى هذا الزواج بالطلاق، وأنا سعيدة جداً بطلاقي، فقد كنت متزوجة أمه أكثر منه بالإضافة، إلا أني ما زلت آنسة.
الآن لدي حالة غريبة، أصبحت أكره الزواج وفكرة أني أرجع لهذا العالم، لا أتخيل كيف أدخل برجلي إلى نفس المكان الذي كنت فيه بمشاكله وصعوباته! كيف أتعامل مع أم جديدة وزوج جديد!
أفكر أن أعيش آنسة طوال عمري، فلدي وظيفتي التي تكفيني ولدي بيت أهلي، بنفس الوقت أشعر بالوحدة أحياناً ولكن شعور الكراهية والخوف من الزواج أكبر من الوحدة بكثير.. علماً بأن موقف أهلي من تجربتي لم يكن قوياً لسببين:
الأول: أنني كنت أخفي عنهم مشاكلي.
وثانياً: وهو الأهم: عندما أخبرتهم طنوا أنني أتدلع وأني ما زلت صغيرة ولم أفهم الزواج جيداً.
ولولا أن هذا الزوج هو من طلقني بإرادته لكنت ما زلت حتى الآن على ذمته؛ لأن والدي رفض فكرة الطلاق بحجة أنني لا أعرف مصلحتي، حتى موضوع العجز لم يصدقه أبي وظن بأنني بسبب خوفي أصبحت أتخيل ولم يقصر طليقي بحشو رأس أبي بأمور خيالية.
كلما أتذكر موقف والدي أزيد كرهاً للزواج، لأني لا أدري ماذا سيحدث إن تزوجت مرة أخرى.. لم أعد أثق بأبي ولا بغيره من الرجال .. أريد أن أعيش وحدي بسعادة وراحة بال وبنفس الوقت أخشى الوحدة وأريد البيت المستقر وأن أكون أماً.