السؤال
تقدم لي شاب على خلق، ولكن المشكلة أنه يعمل في مؤسسة للقروض الصغرى بالفائدة، ما العمل؟
أحتاج لنصيحة جزاكم الله خيراً.
تقدم لي شاب على خلق، ولكن المشكلة أنه يعمل في مؤسسة للقروض الصغرى بالفائدة، ما العمل؟
أحتاج لنصيحة جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Assma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنك قلت: (تقدم لي شاب على خلق ولم تقولي ودين، والدين يسد مكان غيره ولكن مجرد حسن الخلق لا يكفي كمؤهل لأن الأخلاق إذا انفصلت عن الدين فقدت روحها وميزانها وأهدافها ومقاصدها، وعندها يصعب علينا أن نقول إن أخلاقه حسنة، ولكن يمكن أن نقول تعامله حسن أو عنده صفات حسنة، وإذا كان الشاب من المصلين الطيبين، وعرف مع ذلك بحسن الخلق فلا تترددي في القبول به، واجتهدي في النصح له، وساعديه على الخروج مما هو فيه، فإن أبواب الرزق كثيرة، والرزق مقسوم، والفلاح نطلبه بطاعة الله حتى يبارك لنا فيه، فإن الحرام إلى دمار وزوال وهاهي مؤسسات الربا تنهار ويصدق عليها قول الله: ((يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا))[البقرة:276].
قد أسعدتني هذه الاستشارة وذكرتني بما كانت تقوله الصالحات للأزواج عند الخروج من المنزل: (اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا من الحلال فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على النار).
من هنا فنحن ندعوك للاستخارة وهي طلب الدلالة ممن بيده الخير ولن تخيب من تستخير وتستشير وتتوكل على ربها القدير.
لست أدري ما هي وجهة نظره في هذه المسألة؟ وما هي الاستجابة المتوقعة؟ وما هو رأي أسرتك؟ وما هي الخيارات البديلة المتاحة؟ وما هي إيجابياته الأخرى؟ وهل تجدين في نفسك ميلا إليه؟ وماذا عن قدرته في تحمل المسئولية؟ وما هي طبيعة الأسرة التي نشأ فيها؟ وهل توجد بينكما قرابة أو جيرة أو معرفة بين الأسرتين؟
لا شك أن الإجابة على الأسئلة المذكورة تفتح لك ولنا الآفاق، وتعيننا بعد - توفيق الله - على اتخاذ القرار الصائب، وأجد في نفسي ميلا إلى قبولك به إذا كان مع حسن خلقه يواظب على صلاته ويحرص على الطاعات.
هذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإنه سبحانه يجيب من دعاه ويدافع عن كل من يؤمن به ويتولاه.
وبالله التوفيق والسداد.