أنا سيدة أبلغ (30 عاماً)، سبق لي الإنجاب 3 مرات بولادة طبيعية بعدها حدث لي سقط مرتين متتالين بسبب موت الجنين في البطن في نهاية الشهر الرابع، ووجد بالتحاليل أن عندي أنيميا، والآن تم الشفاء منها.

ما أسباب موت الجنين في البطن؟ وهل عندي فيروس في هرمون الحمل أم أن هرمون الحمل ينقص فيموت الجنين؟ كيف لي أن أحدد السبب وما العلاج؟ مع العلم أن ضغطي منخفض، فهل يمكن أن يحدث جلطة في المشيمة أم أستبعد هذا السبب لانخفاض الضغط؟

دلوني ماذا أفعل لأحمى نفسي وطفلي لأني الآن حامل في الشهر الأول؟
وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الزهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله يا أختي الذي أكرمك من قبل بحمل وولادة طبيعية لثلاثة من الأطفال نسأل الله تعالى أن يحفظهم لك.

كونه قد حدث موت الجنين في حملين سابقين في الشهر الرابع، فهذا اسمه الإجهاض المنسي، ويحدث لأسباب متعددة أكثرها هو خلل في الصبغيات عند الجنين تجعله غير قادر على إكمال التطور.

من الأسباب الأخرى هو تكون جلطات صغيرة جداً لا ترى إلا بالمجهر في أوعية المشيمة تؤدي إلى انسدادها وبالتالي توقف نمو الجنين، وأسباب أخرى ما زالت غير واضحة للأطباء لغاية الآن، ولكن أحب أن أؤكد لك بأن أكثر سبب يؤدي للإجهاض هو خلل الكرموزومات عند المضغة ولا نعرف العلاج له لغاية الآن، وننظر له من الناحية الطبية على أنه اصطفاء الطبيعة بإرادة لله للأجنة غير الطبيعية لتجهض ومنعها من التطور رحمة من الله عز وجل بنا كبشر.

أما فقر الدم أو نقص هرمون الحمل فهو لا يؤدي إلى الإجهاض المنسي في الشهر الرابع، كما أن هبوط الضغط لا يسبب الإجهاض وهو أفضل للحمل من ارتفاع الضغط، والغالبية من النساء في الحمل وخارج الحمل لديهن ميل لهبوط الضغط أكثر من ارتفاعه، طالما كن في سن النشاط التناسلي ولم يصلن لسن انقطاع الدورة، بسبب نشاط هرمونات المبيض.

يا أختي وبما أنك الآن في الشهر الأول من الحمل.

للاحتياط ولمنع تشكل خثرات في أوعية المشيمة أنصحك بالبدء بتناول حبوب الأسبرين عيار 80 ملغ يومياً ولغاية بلوغ الحمل مرحلة 34 أسبوع، إن كان الحمل يسير بشكل طبيعي الآن، وذلك لتحسين جريان الدم في المشيمة ومنع انسدادها بالخثرات بإذن الله تعالى، كما عليك بتناول حبوب الفوليك أسيد يومياً وطوال فترة الحمل ( وكان عليك البدء بها قبل الحمل ب 3 أشهر على الأقل ) والتأكد من أن فقر الدم قد تحسن ومن ثم الاستمرار على أخذ الحديد والفيتامينات والكالسيوم بعد أن تنهي الشهر الثالث من الحمل إلى نهاية الحمل، والأفضل أيضاً الاستمرار عليها خلال فترة الإرضاع.

الآن وكونك حاملاً فلا داعي للتحاليل المعقدة، والتي عادة ما تجرى بعد حدوث ثلاثة إجهاضات متتالية، وإن شاء الله أن يستمر حملك هذا ولا تحتاجين لإجرائها، أما إن حدث إجهاض جديد لا سمح الله، فحينها ننصحك بإجرائها.

أود أن أقول لك بأن احتمال الإجهاض عندك الآن بعد أن سبق وحدث لك إجهاضين سابقين متتالين هو 26% وبمعنى أوضح أن احتمال أن يستمر الحمل ولا يحدث الإجهاض هو 74%، واحتمال أن يحدث الإجهاض في مرحلة ما من الحمل هو 26% وهذا بدون أخذ أية أدوية أو علاجات، وبالعلاج بالأسبرين تتحسن النسبة السابقة إن شاء الله وتصبح أفضل، وإن علمت بأن نسبة الإجهاض عند أية سيدة طبيعية ليس لديها أية مشاكل صحية هي حوالي 13% فستعلمين بأن الإجهاض هو أمر شائع ويحدث كثيراً ولا نستطيع أن نمنعه مهما فعلنا، ولكن نستطيع أن نقلل من حدوثه ببعض العلاجات وبإذن الله.

إذا ما عليك فعله الآن هو الالتزام بالمراجعات الدورية لطبيبتك، وتناول ما ذكرته لك من أدوية، والأهم أن تحمدِ الله عز وجل على ما أنعم عليك به والدعاء المستمر والتضرع إليه أن يحفظ عليك هذه النعم وأن يتمم هذا الحمل على خير إن كان فيه الخير لك.

أتمنى لك دوام الصحة والعافية إن شاء الله تعالى.