الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم بالزواج برجل مدخن ويعيش في بلاد أوروبا؟

السؤال

السلام عليكم.

أخت أعرفها في الثلاثينات من عمرها كان دعاؤها: (اللهم هب لي من لدنك زوجاً صالحاً طيب التدين والخلق)، وفي يوم ما زادت على دعائها -في وقت قريب-.

في هذه الأيام، وما إن مر قرابة اليومين حتى تقدم لها شاب يصلي، لكنه يشرب السجائر، وأيضاً يعيش في بلاد أوروبية، وهي تعتقد أن السجائر حرام، كما أن من مبادئها أنها لا تحب الهجرة ولا السفر إلى بلاد غير المسلمين، وذلك حسبما فهمته من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)، لكنها خافت أنها لو رفضته لكانت كمن أساء الأدب مع الله عز وجل ورفض النعمة، فقد قالت خلال دعائها في هذه الأيام، والشخص تقدم في هذه الأيام، علماً أنه لم يحصل لا وعد بالخطبة ولا رؤية شرعية.

وقد صلت صلاة الاستخارة، ولم يظهر لها شيء محدد، فمرةً تشعر بارتياح للموضوع، ومرةً أخرى تشعر بعدم ارتياح وتشتت في الأفكار، لذا قررت الاتصال بكم علها تجد جواباً شافياً وحلاً يرضي الله تعالى.


وشكراً لكم على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شرب السجائر من الأمور الخطيرة، ولابد للخاطب أن يعرف محارمها ويقابلهم، ولابد أن يعرفوا هل الأمر متوقف عند السجائر فقط؟ مع ضرورة أن يكون كل ذلك في حكمة وأدب وسرية، وهذا واجب أولياء المرأة، كما أرجو أن يتأكدوا من مواظبته على الصلاة والتزامه ببقية أحكام الشرع، فإذا ثبت التزامه بالدين، ووجدت في نفسها ميلاً إليه وقبولاً له، فعليها ترك التردد والقبول به.

ولا مانع من السفر معه إلى تلك الديار، وتشجيعه على ترتيب أوضاعه، واستعجال العودة النهائية، أو التحول إلى بلد مسلم، مع ضرورة أن يكون في وجوده ووجودها مصالح شرعية، وليس في الحديث ما يدل على منع الزوجة من السفر مع زوجها إلى تلك البلاد، ولكن في الحديث دعوة إلى تقليل فترة الوجود في تلك الديار.

وإذا كان المسلم يستطيع أن يقيم شعائر الإسلام فلا مانع من أن يكون داعيةً إلى الله، ويحرص على إظهار أحكام الدين؛ فإن في ذلك دعوة إلى الإسلام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن لا تكثري من رد الخطاب؛ فإن الحياة فرص، والأعمار تمضي، والضعف يحصل، ونسأل الله التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً