السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 28 عاماً، تقدم كثيرون لخطبتي أثناء دراستي، وكنا نرفض ذلك لإكمال الدراسة أو لعدم تفكيرنا في الزواج، وقد انتهيت من دراستي ولله الحمد، والأفضل من هذا أن الله جل وعلا من علي بالالتزام بعد أن ضاع الكثير من عمري في البعد عنه، أسأل الله أن يغفر لي ما مضى ويثبتني على الحق.
وقد التحقت بمعهد لإعداد الدعاة، وأسأل الله أن يرزقني شرف الدعوة في سبيله، والآن أحمد الله أنني لم أتزوج قبل ذلك، فرب ضارة نافعة، صحيح أني دخلت مرحلة العنوسة ولكن مقاييس اختيار الزوج اختلفت لدي كثيراً.
وفي هذه الأيام تقدم لخطبتي شاب يعمل في إحدى الدول العربية، وجرت بيننا بعض المحادثات التليفونية للتعرف، وذلك عن طريق الأهل، ولكني قطعتها خوفاً من أن يكون هذا حراماً، واتفقت مع أهلي أن نؤجل كل شيء حتى يأتي، ولكن ما يؤرقني أنه سيقطن بمكان لا أتخيل أن أمضي بقية عمري به، وأخشى أن أنقم على ما أنا فيه بعد ذلك.
والمشكلة أيضاً أن مستواه الاجتماعي أقل منا قليلاً، وهذا لا يمثل فارقاً معي، ولكني أخشى أن أكون مطالبة منه ومن أسرته بأشياء لم أتعودها في منزل أهلي وعادات مختلفة كل الاختلاف عنا، وأعرف أن الأساس في الاختيار الدين والخلق، ولكني استنتجت من خلال إحدى المكالمات معه أنه ربما لا يكون يصلي الفجر وربما يستمع الغناء.
وأرجو من الله زوجاً يعينني على الاستقامة، فأنا في بداية الطريق، وأريد من يرفعني معه، ولكني أخشى إن رفضته أن يكون ذلك بسبب أني لا أحب المكان الذي سيسكن فيه، وأقول لنفسي: أتخدعين الله؟ لو كان هذا من مكان آخر أكنت سترفضين؟ ولم أوضع في هذا الموقف من قبل، وكل من تقدموا لي لم يكن لدي استعداد للارتباط بهم، فلم يوضعوا في هذا التقييم أصلاً، وأخشى أن يكون ذلك نعمة من الله يحاسبني على رفضها، وأخشى أن أكون أخدع الله ونفسي بحجة الالتزام لكي أرفضه، ثم إذا أتاني غيره أقبله، خصوصاً وأن أهلي لا يضعون الالتزام شرطاً، وبإمكانهم أن يوافقوا عليه، فماذا أفعل؟!
أفيدوني ولكم جزيل الشكر والامتنان.