الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في تربية وإطعام أولاد الكفار

السؤال

أنا في فرنسا وسأبدأ العمل كمربية أطفال في بيتي حيث إن الأم التي أعتني بطفلها كافرة وهي التي تأتي بالأكل لطفلها لكي أطعم به طفلها في الوجبات، والسؤال هو أن هذه الأم ستعطيني لحما غير حلال، فهل عندما أطعم هذا اللحم غير الحلال لطفلها أكون آثمة وغير جائز أم لا، علما بأن الطفل يبقى عندي طوال اليوم والأم في العمل وإطعام الطفل واجب علي. وشكراً، وأرجو الإجابة على سؤالي لأني حائرة وأخاف أن أرتكب ذنبا ويكون مالي حراماً لأني ملتزمة بديني، وأرجو من الله أن يثبت إيماننا ويعيننا على طاعته؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهنيئا لك على الالتزام بالدين، والحرص على معرفة حكم الله في أمورك، ونفيدك أن تقديم الطعام المحرم للأولاد لا يجوز لما فيه من الإعانة على الإثم، ولأن كثيراً من أهل العلم ذهبوا إلى أن الكفار مخاطبون بفروع الشرع فلا يجوز لهم أكل الحرام، ولا تجوز كذلك مساعدتهم عليه. والصبي يجب كفه عن أكل الحرام؛ كما منع النبي صلى الله عليه وسلم ابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما من أكل تمرة من تمر الصدقة، فقال له: كخ كخ ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة. متفق عليه.

وبناء عليه، فيتعين عليك البعد عن مناولتهم الطعام المحرم، والحرص على طهارة كسبك، وعالجي الأمر بطريقة مشروعة، فيمكن أن تتعاملي مع الأسر على أساس أن تتحملي إطعام أبنائهم مقابل رسوم معينة، ويمكن أن تقتصري على حصانة أبناء المسلمين خاصة. وهذا أفضل. وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 67168، 47332، 26349، 68736، 20318.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني