السؤال
أنا شابة أبلغ 17 عاما أحبني صديق لي في الدراسة مع العلم أنني كنت أعتبره كأخ لي يصغرني سنا بأشهر فقط إلا أنه فاجأني بكلامه الذي يصرح لي فيه عن حبه رفضت الفكرة وبمرور الأيام وبشكر صديقة لي قبلت ولكن لم أصرح له فأصبحنا نجلس إلى جانب بعض وأصبح يتفوه لي بكلام معسول فكنت أرد عليه بأنه أصغر مني فكان يرد قائلا إن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت تكبر الرسول صلى الله عليه وسلم سنا إلا أنه تزوجها وأحبها مرت الأيام فتطورت العلاقة فأصبح يمسك بيدي لكن لم نكن نمشي في الشارع كان الحديث عبر الهاتف ثم افترقنا لسبب فأصر على الرجوع فقبلت فأصبحنا نتحدث بواسطة الانترنت ففي يوم أقل الاحترام معي فرفضت هذا التصرف وأغلقت النافذة وهذا في يوم من أيام رمضان ولليوم أنا لا أكلمه فأنا اليوم أرجو منكم أن تجيبوني عن سؤالي هل إمساك اليد من طرف رجل أجنبي يعتبر زنا؟ رغم أني أعلم أن العلاقة حرام ولكن كانت النية بأننا سنتم الحياة مع بعض وقال لي لكي لا تبقى علاقتنا حرام فسآتي بأمي وتخطبك لي إلا أنني رفضت لأن والدي يرفض فكرة أن أخطب وأنا مازلت أدرس إلا أنني كنت أحكي لأمي كل ما يحدث لي إلا عندما كان يمسك بيدي فلم أتجرأ بأن أخبرها مع العلم أنني محافظة على صلاتي ووردي اليومي مطيعة لوالدي ناجحة في دراستي قراءة للقرآن متحجبة متخلقة إلا أنني لا أعرف كيف فعلت هذا فأنا أطلب منكم الرد علي فأنا حائرة جدا ولا أكف عن التفكير في زلتي هذه وجزاكم الله خيرا أمانة ادعوا لي بأن يغفر الله لي وأن يهديني إلى الطريق المستقيم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإمساك يد المرأة الأجنبية حرام ولو كان بغير شهوة، وتشتد الحرمة إذا كان بشهوة وتلذذ، وقد بينا أدلة ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 1025.
ولمس الأجنبية يعتبر من زنا اليد الذي أخبر عنه الرسول في الحديث فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنَّى وتشتهي، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه. رواه البخاري ومسلم.
فليس التحريم مقصورا على زنا الفرْج فقط، بل هناك زنا اليد وهو اللمس المحرَّم، وزنا العين وهو النظر المحرَّم، وسميت هذه الأمور زنا لأنها تدعو إلى الزنا الحقيقي .
قَالَ ابْن بَطَّال رحمه الله: سُمِّيَ النَّظَر وَالنُّطْق زِنًا لأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزِّنَا الْحَقِيقِيّ، وَلِذَلِكَ قَال: وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ أوَيُكَذِّبهُ. انتهى نقلا عن "فتح الباري".
ولكن هذا الزنا لا يترتب عليه الحد لأن الحد إنما يكون في الزنا الذي هو إيلاج الفرج في الفرج، أما زنا الجوارح ما عدا الفرج ففيها التعزير الذي يردع صاحبه عن ارتكاب هذا الفعل مرة أخرى.
فالواجب عليك أيتها السائلة أن تتوبي إلى ربك، وأن تداومي على البعد عن هذا الشاب المستهتر الذي دلل على فساده وخبث نيته وسوء خلقه بما فعله معك، ولو كان على صراط مستقيم، وخلق قويم لأتى البيوت من أبوابها، ولجاء يخطبك من أوليائك، وعليك أن تكثري من الاستغفار وفعل الأعمال الصالحة فإنها تكفر السيئات، قال سبحانه:" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}
نسأل الله سبحانه أن يغفر لك زلتك، وأن يقيل عثرتك، وأن يصرف عنك أهل السوء.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 39889، 19522، 24587، 21582، 111586.
والله أعلم.