السؤال
عندما أذهب إلى دار أبي زوجي تحصل لي مشاكل أنا في غنى عنها... تبدأ زوجة أخي زوجي بنقل كلام لي عن أشخاص كانوا يتكلمون عني بسوء حسب قولها، وتذكر لي أن أم زوجي قالت عني شيئا وأخت زوجي قالت عني شيئا أخر، وهكذا، وكذلك أم زوجي إذا جلسنا مع بعضنا يبدأ رأسي بالدوران وهي تذكر لي ماذا قالت عني زوجة أخي زوجي. وهكذا علما أنني والله مخافة من الله ولتجنب حصول المشاكل لا أنقل الكلام نهائيا بينهن(الكلام يكون بطريق الشكوى من الآخر)... لكن سؤالي ما هو العلاج المناسب لهذه المشكلة، وأخاف يوما أن يكون لها تأثير علي وعلى زوجي حيث إني اخبره عن كل ما يحصل بعد أن اتصلت بي زوجة أخي زوجي على سماع زوجي وقالت لماذا قلت عني كذا وكذا لأم زوجي وهو تفاجأ بذلك (وكنت لا أخبره حتى لا تحصل مشاكل )أي يتكلمون عني وأنا بريئة من كل ما يقولون. بعدها أصبحت اخبره بكل شيء وأشرط عليه أن لا يفتح الموضوع معهم حتى لا تحصل أي مشاكل(علما أنني في بلد آخر ويحصل ذلك كل إجازة عندهم لكني أريد حلا قبل أن أستقر عندهم خوفا من أن تدمر حياتي أنا وزوجي إذا ما تم نقل كلام لزوجي عني كذبا) وأخيرا ما صحة الحديث الذي يتحدث عن أن ثلثي أهل النار من النساء؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنميمة حرام، وهي نقل كلام الغير على وجه الإفساد، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة نمّام. متفق عليه.
فما يقوم به هؤلاء النسوة من نقل الكلام على هذا الوجه، هو من النميمة المحرمة، وعليك عدم تصديق ما ينقل إليك، والقيام بنهي الناقلة ونصيحتها، وإحسان الظن بالغائبة، وأن لا يحملك ما يحكى لك على البحث والتجسّس، وانظري الفتوى رقم: 112691.
ولا تخبري زوجك بما ينقل إليك إلا إذا كان في إخباره مصلحة مع مراعاة أن يكون ذلك بقدر الحاجة، واعلمي أنّه لا يجوز لك مشاركتهنّ في الغيبة والنميمة ولو بالسماع، وإنما عليك نهيهنّ عن ذلك وبيان حرمة الغيبة والنميمة، ويمكنك توجيه الحوار بعيداً عن الأمور المحرمة والمبادرة بالكلام النافع، فإذا لم ينفع ذلك فعليك بتجنب الجلوس معهنّ لغير حاجة، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 118610.
وأمّا عن كون ثلثي أهل النار من النساء، فلا نعلم حديثاً ينصّ على هذا، وإنما الذي ورد في الحديث الصحيح هو قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ... وانظري الفتوى رقم: 60729.
والله أعلم.