السؤال
زوجي ظلمني في أمور خاصة بي- والله على ما أقول شهيد - وأنا أريد أن أحل الأمر بيني وبينه. كلما ضاقت الأمور بيننا يذهب ويشكوني لأمي - رغم خطئه - للأمانة أمام الله أنا أكون عصبية معه، ولكن أقسم بالله العظيم لا أنتقل إلى الحديث بعصبية إلا بعد أن يؤذيني بتجاهل مطلبي وتسفيه شكواي. المشكلة أن شكواه لأمي لا تفيد لأنني لا أريد أن أفضح أمورا خاصة بيننا، وقد يؤذي صورته أمام أهلي الحديث عنها، وهو يضعني في حرج شديد - أصلح الله حالنا - تهديده بشكواي لأمي يؤذيني، لأنني لا أريد لأي من خارج بيتنا أن يطلع على أمورنا الخاصة، وأدعو الله في كل وقت أن يهديه للحق ويرزقه اتباعه. هل يجوز له شرعا الشكوى أو أن يستخدم التهديد بالشكوى كوسيلة للضغط، خاصة وأن حل هذه المشكلة تحت ستر الله سهل، وممكن بيننا وبدون تدخل. أفيدونا؟ وادعوا لنا بصلاح الحال.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على المودة وحسن العشرة والتفاهم، لكنّ ذلك يحتاج إلى الصبر وإلى التغافل عن بعض الأمور، والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ. صحيح مسلم.
والأصل أن يعالج الزوجان الخلاف بينهما دون تدخل أحد، لكن إذا لم يمكن التفاهم بينهما، فينبغي تدخل من يشير برأي أو يصلح بينهما.
فإذا كان زوجك يشكو لأمّك عند تعذّر التفاهم بينكما، فلا حرج عليه في ذلك، وأمّا إذا كان يفعل ذلك ويهدّدك به دون حاجة إليه، مع تضرّرك به، ففعله لا ينبغي لأنّه من سوء العشرة.
وعلى كل حال ينبغي أن تحرصي على تجنّب أسباب الخلاف بينكما، وأن يكون الحوار بينكما بأدب ولطف، مع مراعاة عدم التقصير في حقّه، فإن حقّ الزوج عظيم، مع الاستعانة بالله وكثرة دعائه، نسأل الله أن يصلح أحوالكما ويديم بينكما الألفة والمودة.
والله أعلم.