السؤال
أنا رجل ملتزم ولله الحمد، ولكن مشكلتي التي أحاول التخلص منها ولم أستطع حتى الآن هي سرعة الغضب والعصبية الزائدة التي تنتابني لأتفه الأسباب، وقد حاولت كثيراً التخلص منها، وأنا أعرف الآيات والأحاديث النبوية التي تكلمت عن الحلم والأخلاق، ولكني أصطدم عند التطبيق بنيران تخرج من صدري وأفقد السيطرة على أعصابي، منذ بضعة أيام حدثت مشكلة مع زوجتي عندما أردنا الخروج من المنزل برفقة الصغار، وأصرت على أن تقود السيارة (مسموح بقيادة المرأة السيارة في بلدنا) وأنا سايرتها على مضض ولكن لطف رب العالمين نجانا من حادث أليم حيث كادت أن تصدم طفلاً صغيراً، ولكن الله لطف بنا، وعندما عاتبتها على قيادتها الغلط بدت تضع اللوم علي، وأنني لم أعارض قيادتها وهنا استشاط غضبي كيف تفعل ذلك وكيف ترمي اللوم علي، وبدأت بالصراخ عليها وعلى تصرفاتها غير المسؤولة، وهنا طلبت أن تنزل من السيارة، وعندما قلت لها انتظري حتى أجد مكاناً مناسباً لتوقيف السيارة فهددت بأنها ستفتح الباب وتلقي بنفسها من السيارة فقلت لها سأفتعل حادثا وأقضي على كل الموجودين بالسيارة، ولم أقل ذلك إلا لأرعبها وتخاف على صغارها لكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وهددت وتوعدت مره أخرى، وعندما قلت لها دعينا نرجع للبيت، ولكنها رفضت وطالبت بالنزول في منتصف الطريق، وعندما أوقفت العربة على اليمين نزلت وفتحت الباب الخلفي لتأخذ الصغير الذي عمره سنه ونصف فقلت لها دعيه، وعندما لم تسمع الكلام سرت بالعربة وتركتها لوحدها بالطريق ومشيت وعلا صياح الأطفال، وبدأوا بالبكاء فقلت لا عليكم سوف نعود للبيت وهي سوف ترجع بعد أقل من ساعة؛ لأنها أم ولا تستطيع الجلوس بدون ابنها، ولكنها لم تفعل، وبعد 3 ساعات أخبرت أخاها الأكبر حيث والدها متوفى وبحث عنها، وأخذها لبيته، واتصل بي أن أحضر وطالبني بتخفيف من عصبيتي وأنه أهمها أنها مخطئة ورجاني أن أنتبه عليها وأنها حساسة جدا ً(حساسية زائدة عن الحد الطبيعي )وعندما عدنا إلى البيت قالت بأنها لن تركب معي في السيارة أبدا (وأنا اشتريت السيارة من كثرة إلحاحها علي )وأنها لا تريد إلا تربية أطفالها فقط، وإني ليس لي في قلبها مكانة بعد الآن، وأنها غير مخطئة، وأنها أصبحت تكرهني، ولن تقدم لي سوى الطعام، وأنا لا أريد أن أطلقها حرصاً على مصلحة الأطفال، وأعرف حبهم لها، وكذلك حبهم لي، ولكن إذا بقي قلبها مملوءا بالسواد والغل، فليس أمامي إلا أن أطلقها مكرهاً لأنني لا أحتمل العيش مع زوجة لا تريدني، ولكنني أصبر الآن على مضض علها تصلح الأحوال وتعود إلى رشدها، ونحن الاثنين نعمل على تحفيظ ابني الكبير القرآن، ولكننا نختلف ونتشاجر على الأسلوب، فأنا أطالبها بأن يحفظ ويدارس ويراجع ما حفظ حتى لا يتفلت منه وهي تصر على المضي بتحفيظه دون أن تترك له وقتا للمدارسة والمراجعة، أو حتى أن يلعب كونه طفلا عمره 10سنوات، وأنا أخاف بأن يكره كتاب الله من وراء أسلوبها. أرجوكم أن تشيروا علي ماذا أفعل. والله المستعان.