السؤال
سؤالي: ـ أعمل محاسبا في السعودية وأهلي بمصر وأنزل كل ستة، أو سبعة أشهر إجازة وليس لي عمل بمصر ومعي مبلغ جيد ـ والحمد لله ـ أستطيع أن أفتح به مشروعا في بلدي، لكن الحالة الاقتصادية سيئة واحتمال فشل المشروع وارد وخاصة أنه ربما يأخذ مني كل ما أملك، وأعلم أن كل شيء بتوفيق المولى عز وجل وأهلي يرغبون في أن أستقر معهم وخاصة أن عندي ثلاثة أولاد يحتاجون إلى رعاية، وأعمارهم تتراوح من أربع سنوات إلى اثني عشرة سنة، وأهلي وأصدقائي لا ينصحونني بالعودة نهائيا والاستقرار، لأن وضع البلد كل يوم من سيء إلى أسوأ وقد استخرت الله عز وجل مرات كثيرة ولم أشعر بشيء أستريح إليه، ففي بعض الأحيان أشعر بأنني أحتاج إلى أسرتي وأولادي ويحتاجون إلي، وفي أوقات أخرى أرى أن فرصة عملي جيدة ويصعب الحصول عليها مرة أخرى وخاصة أن عمري تجاوز 45 سنة، فهل ما أنا فيه يعتبر حبا للدنيا؟ أم ماذا؟ علما بأن لدي بمصر سكنا أملكه وأسكن فيه أنا وأسرتي ولدي دخل بسيط من إيجار بعض الشقق يساعدنا في الإنفاق.
فأرجو موافاتي بإجابة شافية لصدري.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق زوجتك عليك أن لا تغيب عنها فوق ستة أشهر من غير عذر، كما بيناه في الفتوى رقم: 10254.
أما إذا رضيت زوجتك بغيابك عنها فوق ذلك، فلا حرج عليك في البقاء بعيدا عنها، وإذا كان غرضك من هذا السفر اكتساب المال الذي تحتاجه لمعاشك ومصالحك المباحة، فلا مانع من ذلك، أما إذا كان الغرض المكاثرة فهو من حب الدنيا المذموم، وعلى كل حال، فإننا ننصحك إذا كنت تجد الكفاية في بلدك أن ترجع لبلدك، وذلك لأن في إقامة الرجل مع زوجته وأولاده مصالح شرعية واجتماعية ونفسية، قال الشيخ عطية صقر: .فإني ـ أيضا ـ أنصح الزوج بأن لا يتمادى في البعد، فإن الذى ينفقه حين يعود إليها فى فترات قريبة سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية وعصمة خلقية لا توفرها المادة التى سافر من أجلها.
فتاوى دار الإفتاء المصرية.
وأما ما يتعلق بالاستخارة: فالراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر بعد الاستخارة، ولا يترك الأمر الذي استخار فيه إلا أن يصرفه الله عنه، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 123457.
والله أعلم.