السؤال
أنا متزوجة من حوالي سنتين، ومع الأسف تحدث بيني وبين زوجي مشادات كلامية تنتهي بالمقاطعة لساعات وأيام أحيانا، وفي كل مرة أشعر بالحزن والخوف من غضب الله رغم أنني كثيراً ما أحس بأنني مظلومة، وآخر مرة وجدني أعد طعاما كثيراً وقلت له إنه طعام يومين سأخزنه في الثلاجة فلم يعجبه ذلك وقال لي أنت كسولة وأنا لا أريد أن آكل طعاما بات في الثلاجة، مع العلم أنني موظفة أشتغل يوميا من الإثنين الى الجمعة ومقر عملي بعيد بحوالي ساعة بالحافلة, فقلت له إن كنت تريد أكل الطعام المحضر في وقته فيجب أن أترك العمل وأتفرغ لأعباء البيت، فقال لي إذاً اتركي العمل، فقلت لا أستطيع، ماذا سآكل إن جلست؟ ومن يشتري لي ملابسي ودوائي؟ فلم يعجبه ردي مع العلم أنه عاطل عن العمل منذ 9 أشهر ومن حوالي شهرين أنا من يقرضه المال الذي يصرفه على البيت، أما حوائجي الشخصية فأنا من يتكفل بها دائما، لهذا قاطعني وقال إنني آذيته بجوابي، فهل أنا فعلا مذنبة؟ وما رأي الشرع في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن تقوم الحياة الزوجية على التعاون والتفاهم بين الزوجين، فهذا أدعى لتحقيق مقصد من أهم مقاصد الإسلام من الزواج وهو استقرار كيان الأسرة المسلمة، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}.
ونفقة الزوجة في مطعمها ومشربها وملبسها واجبة على الزوج، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 113285.
وإذا لم يقم الزوج بهذا الواجب كان للزوجة الخروج للعمل بغير إذنه وليس للزوج الحق في منعها منه، وانظري الفتوى رقم: 73341.
وأما خدمة المرأة زوجها ففيها خلاف بين الفقهاء، والراجح أنها يجب عليها خدمته فيما جرى به العرف، كما هو مبين في الفتوى رقم: 13158.
ولكن ليس للزوج أن يتعسف ويفرض على زوجته ما يكون فيه إرهاق لها خاصة وأنها تعمل من أجل القيام بما هو واجب عليه، وأما أن يقاطعها فهذا يعد نكرانا للمعروف، ومكارم الأخلاق تقتضي حفظ المعروف والجميل، كما ينبغي للمرأة أن تراعي مشاعر زوجها وتنتقي العبارات التي لا تجرح رجولته، وعلى كل حال فإن لم يكن ما حدث منك مع زوجك إلا ما ذكرت ولم تفرطي في شيء من حقه فلست مذنبة، ونوصيك بالصبر عليه وتحري الحكمة في التعامل معه والسعي في الإصلاح قدر الإمكان.
والله أعلم.