الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل فعل السحاق يستلزم عدم قبول شهادة التوحيد

السؤال

أرجو أن تردوا علي وتستحملوني في أسئلتي، لأنني والله العظيم تبت وستكسبون ـ إن شاء الله ـ الثواب في هدايتي:
أولاً: إحدى قريباتي مارست معي السحاق وأنا صغيرة وللأسف بعد ما بلغت بسنة تقريبا مارست السحاق مع إحدى الفتيات، ولكنني تبت وتوفقت عنه واستغفرت الله.ثانيا: منذ صغري كان أخي يضع يده في فرجي ويقبلني وللأسف استمر هذا الموضوع حتى بعد ما بلغت وتكرر حوالي 3 مرات إلا أنه في المرة الأخيرة حدث زنا ولم يحدث لي حمل، أو أي ضرر في غشاء البكارة، تصور يا شيخي أنني لم أنتبه أنني فعلت هذه الذنوب ونسيتها لمدة 5 سنين تقريبا ويشاء العليم أن أتذكرها بعد 5 سنين وعندما تذكرتها بحثت وعرفت أنها من الكبائر فأخذت أبكي وأستغفر الله لعل الله يتقبل توبتي، ولكنني أثناء بحثي وجدت الحديث عن أن من مارس السحاق لا تقبل منه شهادة أن لا إله إلا الله فجننت وأخذت في البكاء وظننت أنني سوف أموت كالكافرة ـ والعياذ بالله ـ ثم بعد ذلك دار في فكري وسواس عن خطأ صحة الأحاديث الشريفة ـ والعياذ بالله ـ وكذلك جاء في فكري والعياذ بالله شكوك عن يوم القيامة أنها لن تحدث بعد موتنا وشكوك عن وجود الله ولكن لم أتلفظ بشيء من هذا إلا أنني قلت لا أحد يعرف ماذا يحدث بعد الموت، وكان في رأسي شكوك عن وجود الله ويوم القيامة والعياذ بالله ولكنها أتت مجرد فكرة، وللأسف تلفظت بهذه الجملة، وسؤالي: هل فعلاً لن تقبل مني شهادة أن لا إله إلا الله، لأن هذه الأفكار جاءت في فكري وتلفظت بهذا؟ وهل أصبحت مرتدة والعياذ بالله عن الإسلام؟ وهل يجب على إخبار أبي وأمي بحيث إذا ماتوا بعد عمر طويل إن شاء الله، أو أنا مت دون أن أخبرهم عن ذنوب السحاق والزنا مع أخي يعتبر عقوقا للوالدين وسوف أدخل النار؟ وهل إذا تقدم لي شخص للزواج يجب علي أن أخبره قبل الزواج، لأنني إن لم أخبره يعتبر غشا؟ أرجو الرد بإجابة صريحة على أسئلتي وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسحاق أمر محرم لا شك في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 31003.

وأما كونه لا تقبل معه شهادة أن لا إله إلا الله: فهذا غير صحيح، فالتوبة إذا توفرت شروط صحتها قبلت، وإن كنت تشيرين إلى الحديث الذي لفظه: ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله: الراكب والمركوب، والراكبة والمركوبة، والإمام الجائرـ فهو حديث موضوع كما بين ذلك الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وهو بالرقم: 5363.

وأعظم من هذا السحاق ما ذكرت من وقوعك في الزنا مع أخيك، فالزنا كبيرة من كبائر الذنوب، ويعظم الإثم بوقوعه بين الأخ وأخته، وقد أحسنت بمبادرتك إلى التوبة، ويجب عليك الحذر من العودة إلى مثل ذلك في المستقبل، وعليك بإحسان الظن بالله تعالى وعدم القنوط من رحمته فهو عند حسن ظن عبده به، وراجعي الفتوى رقم: 51329.

وإذا رأيت من أخيك ما يريبك فعامليه معاملة الأجنبي بأن تتستري منه ولا تمكنيه من الخلوة بك، كما بينا في الفتوى رقم: 69949.

ولا يجوز لك أن تخبري والديك بما فعلت من منكرات، ولا يعد ذلك عقوقاً، فإن المسلم مطالب شرعاً بأن يستر على نفسه، وكل الأمة معافى إلا المجاهرون، وانظري الفتوى رقم: 141385.

ولا يلزمك إخبار من يتقدم لخطبتك بما حدث من أمر الزنا، أو السحاق، وأما تلك الأفكار عن الله عز وجل وعن يوم القيامة، إلخ، فلا تلتفتي إليها ولا تسترسلي معها، واعلمي أن ورودها على ذهنك لا يعد ردة، بل إن كراهتها من الإيمان، لكن عليك الانصراف عنها والاستعاذة بالله عز وجل من الشيطان الرجيم الذي يوسوس بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني