الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للأم منع ابنتها من الزواج بذي الخلق والدين

السؤال

أنا فتاة عمري 24 عاما، وتوفي أبي منذ 13 عاما، وعشت أنا وأخواتي وأخي مع أمي، ولكن أمي من وجهة نظري كانت كل وظيفتها أن تعلمنا وتجمع لنا المال، وكل معاملتها لنا خناق وعصبية، ودائما تفهمنا خطأ، وباختصار العلاقة معها سطحية جدا، لدرجة أنني أكبر أخواتي البنات، وأنا أتحمل مسؤليتهن بدلا من أمي، لأننا لا نرى من أمنا غير العصبية المفرطة. وجاء وقت الزواج، وتقدم أخي الأكبر مني لخطبة فتاة بعد أن خطبها قامت أمي بفسخ الخطبة؛ لأنها تعتقد أن أبا الفتاة شديد، من غير استشارة أخي، وبعد ذلك تقدم لخطبة أختي شاب متدين جدا، ووالده داعية معروف في مصر، وإنسان نحسبه على خير، وتمت خطبة أختي، ولكن أمي فسخت الخطبة أيضا بحجة أنها ليست مرتاحة، وتفترض افتراضات ليس لها وجود على الرغم أن الأهل كانوا مرحبين جدا بهذا الشاب، وحدثت خلافات كبيرة جدا بيننا وبين أمي، ولا أحد وقف بجانب أختي، واستطاع أن يسيطر على أمي، علما بأننا ليس لنا أعمام، وأنا الأخت الكبرى بعد أخي الوحيد، وهو موقفه أنه لا يحب الناس الملتحين ومثل هذه الأقوال، ولكن الشاب متمسك بأختي كثيرا، ويتحدث معي في الهاتف لكي أقنع والدتي، ولكن أي شخص يتحدث مع أمي في هذا الموضوع تقوم بسبه وشتمه، وأختي تريد هذا الشاب لأنه فعلا متدين جدا، وخلقه حسن، والآن نحن ذهبنا لبيت جدتي وتركنا أمي؛ لأننا بصراحة لا نجد راحتنا في العيش معها. ما حكم ذلك؟ أنا لا أريد الإطالة لكن أمي لا تفهمنا، وجدتي تقول لنا إن أمي كانت هكذا مع أبي رحمه الله، وكانوا على خلاف دائم، وأمي كانت تريد أن تتزوج شخصا غير أبي، ولكن جدي فرض عليها الزواج من أبي، فبالتالي هي تفعل معنا ذلك الذي فعله أبوها معها. أنا مررت بوسواس الموت لمدة أربع سنوات، وأمي لم تفعل معي شيئا إطلاقا، أمي ترى أنها توفر لنا المال والتعليم هذا هوا المفروض عليها فقط، غير ذلك ليس من مسؤليتها، ماذا نفعل؟ أنا أريد أيضا أن أعرف هل تحدثي مع الشاب في الهاتف حرام. ملحوظة شكونا أمي لمعظم أهلنا، يقولون لنا رغم أن أمكم على خطأ لابد أن تطيعوها. ماذا نفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس للأم ولاية في تزويج ابنتها، فالولاية في الزواج تختص العصبات، ولا مدخل فيها للنساء، وأحق الناس بتزويج المرأة أبوها ثم جدها، ثم ابنها، ثم أخوها الشقيق، ثم الأخ لأب، ثم أولادهم وإن سفلوا، ثم العمومة، وانظري في ذلك الفتويين: 63279، 22277.

وعلى ذلك فإن كان هذا الشاب – أو غيره- كفؤا لأختك فلا حق لأخيك أو غيره من أوليائها في منعها من الزواج به فأحرى أمها، وإذا منعوها فمن حقها رفع أمرها للقاضي ليزوجها أو يأمر وليّها بتزويجها ، كما بينّاه في الفتوى رقم: 79908، وكذلك لا يلزم أخاك طاعة أمه في ترك من يريد زواجها دون مسوغ، فإن طاعة الوالدين لا تكون فيما يضر بالولد. وانظري الفتوى رقم: 76303. لكن لا يجوز لكم أن تهجروا أمكم أو تسيؤوا إليها بحال من الأحوال ، فإن حق الأم عظيم، ومهما كان حالها أو تقصيرها في حق أولادها ، فإن حقها في البر لا يسقط ، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك ، وانظري الفتوى رقم: 103139.

وأما محادثتك لهذا الشاب الذي تقدم لأختك، فإن كان ذلك في حدود الحاجة والمصلحة مع أمن الفتنة فهو جائز، وإن كان الصواب أن يتكلم الشاب مع أخيك أو غيره من الأولياء لأنهم أصحاب الحق في التزويج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني