السؤال
الرجاء الإفادة في أمر زوجين حدثت بينهما مشاجرة، حيث إن الزوجة ـ بعلم زوجها وليس من باب التجسس ـ كانت تطلع على هاتفه الجوال الجديد، وهو بجانبها وبإذنه، فوجدته يحتفظ برسائل خارجة وخادشة للحياء في ملف خاص، مرسلة له من أصدقائه، وطلب منها عدم فتحها وفعلا لم تفتحها، ولكن ثارت ثائرتها، حيث إنها تفقد السيطرة على أعصابها بسهولة، وبالذات خلال فترة حملها الحالية، والسبب في ثورتها أنها رأت أنهما ليسا بحاجة للمزيد من الذنوب بنشر مثل تلك النكات خاصة، وأنهما ـ ولله الحمد ـ لا ينقصهما من نعم الله شيء، وينعمان بعيشة سعيدة أغلب الوقت، وليست تلك هي الطريقة التي يحمد بها الله، وتوقعت أن يكون الحمل فرصة للتغيير للأفضل في حياتهما، تأهيلا لأن يصبحا قدوة صالحة، فانفعل الزوج كرد فعل تلقائي، وظلا على خلاف لمدة يومين، وفي الثالث رأى الزوج من زوجته لينا واستعدادا للتواصل فسألته عن الرسائل بهدوء، فرفض الإجابة، فأمسكت تليفونه كنوع من الاستفزاز المرح بينهما، ولكنها وجدته قد نشط رقما سريا على هاتفه، فطلبت منه فقط أن يريها الملف هل مازال موجودا أم لا؟ فرفض، وللأسف اعتبرت هذا نوعا من التفضيل لرغباته، ولما يثير الخلافات بينهما عليها، وطلبت الذهاب لبيت أهلها فأوصلها بنفسه، ولكنه لم يترك لها مالا، ولم يتصل لمدة أسبوع ليطمئن عليها وعلى حملها، مع العلم أنه قال لوالدتها في ذلك اليوم أنه سيكلم الأم ليطمئن على زوجته، ولكنه لم يفعل مما أثار حفيظة أمها، وراسلته الزوجة بعد فترة تطلب منه أن يطمئنها على حاله ولكنه أيضا تجاهل الرد، والزوجة تعلم أنها أخطأت حين انفعلت وضخمت سبب الخلاف ولم تتبع سبيل النصح اللين، ولا يوجد عندها مانع للاعتذار طالما أخطأت، ولكنها في نفس الوقت لا تستطيع الرجوع للبيت، وهي تشعر أن زوجها تعمد تصعيد الخلاف بتفعيل رقم سري يزيد من حنقها أكثر، كما أهمل مشاعرها ولم يحتوها، وجعل رضاها آخر أولوياته، وهو ما يبدر منه عادة في أي خلاف، إلى جانب أنه لم يسأل عنها حتى من أجل الاطمئنان على ما في رحمها، وليست هذه المرة الأولى، وأيضا تجاهل الرد عليها، علما بأن الزوج غاية في الهدوء، وعلى خلق وبيته لا ينقصه أي من احتياجاته، والزوجة فعلا تحبه جدا، وتحب بيتها جدا، ولا ترى هدفا في حياتها الآن سوى العيش من أجل تربية طفلها تربية صالحة في كنف والده على طاعة الله، وتعترف بعيوبها الجمة، وأولها رد فعلها الغاضب دائما، أرجو نصيحة شافية تكون ـ بإذن الله ـ سببا في حل الأزمة نظرا لأنني وسيط خير، ولكنني لا أعلم من عليه البدء بالتواصل، كما أطمع في إمدادنا بأدعية للتحصين من الحسد والعين ووساوس الشياطين ومن شر النفس؛ نظرا لأن هناك أطرافا كانت تريد عرقلة الزواج وإفساده قبل أن يتم. والشكر الجزيل لسعة صدركم ومساعدتكم الغالية، وعذرا للإطالة تحريا لدقة التفاصيل.