السؤال
أنا سيدة متزوجة من أربعة وأربعين عاما، زواجا سعيدا والحمد لله، ولدي ستة أبناء؛ ثلاثة رجال، وثلاث بنات، كلهم متزوجون. وفي الخمس سنوات الأخيرة لاحظت تغيرا على زوجي، فكان يخرج ويغيب ويكذب. وهناك من يخبرني بالرسائل أنه متزوج بأخرى، وأنه يخادن امرأة من قريباتي، ولدي بينة، وقد قال لي إنه ما عاد يحادثها، ولكنه ينكر زواجه بأخرى وهو كاذب؛ لاني رأيت أناسا يتقربون منه في الأماكن التي نذهب اليها، ويقصر علي من أجل أن يعطيهم مصروفا.علما أن عمري خمسون عاما، وعمره خمسة وستون عاما. وأبنائي يصبرونني ولا يريدون لي مكروها من فراق أو مشاكل. وأنا ما عدت أقرب منه فقط، أهتم بمسكنه وملبسه وطعامه. والحمد لله أني عابدة لله، وألجأ إلى الله في كل وقتي بصلاة وقراءة القرآن الكريم. فهل أنا ظالمة له؟ أم هو ظالمني؟ أنا في ضيق وحيرة من أمري ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على عمل الصالحات من العبادة والالتجاء إلى الله في وقت كل صلاة وتلاوة القرآن، فاستمري على ذلك تسعدي إن شاء الله في الدنيا والآخرة.
وهذه الرسائل التي تخبرك عن زوجك بأنه قد تزوج من أخرى أو أنه يخادن امرأة لا تهتمي بها، فربما يريد أصحابها الإفساد بينك وبين زوجك. وإن ثبت عندك أنه قد تزوج بأخرى فذلك أمر أباحه له الشرع، ويجب عليه أن يعدل بينك وبين زوجته تلك في المبيت والنفقة، وإن قصر في شيء من ذلك فلك الحق في مطالبته بهذا الحق. وقد أحسنت باهتمامك بشؤون زوجك من مسكن ومطعم ومشرب. وأما قولك: وما عدت أقرب منه. إن قصدت به امتناعك عن فراشه إذا دعاك إليه فلا يجوز لك ذلك لغير عذر شرعي، وانظري الفتوى رقم 1780. وإن تبين لك أنه يخادن امرأة أجنبية فابذلي له النصح بالحكمة والموعظة الحسنة فلعله يتوب. فإن تاب فالحمد لله، وإن استمر على مخادنتها فلا خير لك في البقاء معه، فاطلبي منه الطلاق.
والله اعلم.