السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
لدينا في مكان العمل مسجد صغير نصلي فيه جماعة، وفي هذا المسجد ثلاث سجادات على كل واحدة منها رسم صورة الكعبة، بالنسبة لي فأنا أتجنب تماما أن أدوس الموضع الذي رسم عليه صورة الكعية، إلا أن الموظفين الآخرين لا يكترثون لذلك فأراهم يدوسون عليها فأنكر ذلك بقلبي، وقد ذكرت ذلك لبعضهم فلم أر منهم استجابة، فكرت في أن أشتري سجادات أخرى ليس عليها رسوم وأستبدلها بتلك السجادات، إلا أنهم سيسألونني لماذا فعلت ذلك، وقد لا يقتنعون بالسبب فيظنون أنني أردت فقط أخذ تلك السجادات أو غير ذلك من الظنون.
سؤالي : هل علي إثم إذا لم أفعل ذلك؟ وهل عليهم إثم لأنهم يدوسون رسوم صور الكعبة بأقدامهم-أنا أعلم أنهم لا يقصدون الإهانة-؟ (وأرى هذا أيضا كثيرا في المساجد). وجزاكم الله خيرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس ما تستنكره من دوس زملائك على الموضع المرسوم عليه صورة الكعبة منكرا، ولا حرج في هذا، وإن كان الأولى الصلاة على سجادة ساذجة ليس فيها شيء من الصور تحصيلا للخشوع ودفعا لما قد يشوش على المصلي صلاته.
قال العلامة عبد الله بن عقيل في جواب نحو هذا السؤال: لا أعلم في استعمال السجادة لغير الصلاة مانعا شرعيا، ولا محذورا في دوسها بالقدمين على الصورة التي فيها، فإن الإنسان يدخل الكعبة، وهي بيت اللَّه -تعالى- ويدوسها بأقدامه من غير نكير، لكن البحث الذي هو أهم من هذا، هو استنكار الصلاة على السجادة التي فيها نقوش وتصاوير؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك في حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: "اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم؛ وأتوني بأَنْبِجانيَّةِ أبي جهم، فإنها أَلهتني آنفا عن صلاتي" . قال العلماء: فيستدل بهذا الحديث على كراهة الصلاة على المفارش والسجاجيد المنقوشة، وكراهة نقش المساجد، وكراهية ما يشغل عن الصلاة من النقوش ونحوها، مما يشغل قلب المصلي. انتهى.
وبه تعلم أنه لا إثم عليك في ترك تلك السجادات ولا يلزمك تبديلها ولا نهي من يدوس بقدمه على موضع صورة الكعبة كما مر.
والله أعلم.