الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفارقة مثل هذا الزوج هو الأولى

السؤال

أنا متزوّجة من رجل كنت أحبّه أشدّ الحبّ، ثُمّ إني الآن وبعد سنتين ونصف - ليس لديّ أطفال -أصبحت لا أطيق العيش معه؛ لإصراره على المعاصي - التّهاون في الصّلاة, وتركها لأشهر، وإطلاق البصر، وأكل الميتة، والجلوس على طاولة يُدار عليها الخمر - وقد حاولت أن أصبر مرارًا, ودعَوْتُه إلى الله بكلّ الطّرق التي ظننت أنّها تؤدّي إلى ذلك, ولكنّه أبى, مع العلم أنّه كان ملتزمًا بأوامر الله, مُجتنبًا نواهيه لمدّة سنتين تقريبًا وقد حفظ الكثير من القرآن, وقرأ سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم, وقرأ للعلماء, وحافظ على الصّلاة في المسجد, ثمّ ترك ذلك منذ ستّ سنين تقريبًا, وأصبح يقول لي الآن: "لم أعد مقتنعًا بالكثير من الأشياء التي عرفتها, والعلماء مختلفون أصلًا فيما بينهم", وسؤالي لفضيلتكم: هل يحِلّ لي طلب الطّلاق؟ مع العلم أنّني إن طُلّقت سأتركه يعيش في فرنسا, وسأعود - إن شاء الله - إلى تونس, وأخشى أن يذهب لمعاصٍ أخرى - كالزّنا ونحوه - ولكنّني لم أعد أُطيق العيش معه, وهل حدث أن أفتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالطّلاق في مثل حالتي؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت: من تهاون زوجك في الصلاة, وارتكابه للمنكرات, وكنت قد بذلت جهدك في استصلاحه, وإعانته على التوبة, ولم يستجب، فلا حرج عليك في طلب الطلاق منه, بل ذلك هو الأولى بلا ريب، قال ابن مفلح في كلامه على أقسام الطلاق في المبدع في شرح المقنع: ... وعنه: يجب لعفة، وعنه: وغيرها، فإن ترك حقًا لله فهي كهو فتختلع، والزنا لا يفسخ نكاحًا، نص عليهما، ونقل المروذي فيمن يسكر زوج أخته يحولها إليه، وعنه أيضا: أيفرق بينهما؟ قال: الله المستعان.

وراجعي الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق في الفتويين: 37112 ، 116133.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني