السؤال
أنا متزوجة من سنة ونصف، وبنتي عمرها 9 شهور. أعمل مع زوجي في نفس الشركة، التي تبعد ساعة ونصف عن المنزل، ويوميا أقوم بالأعمال المنزلية من غسل الملابس والطبخ، مع العلم أنه توجد عندي مشكلة صحية بالظهر, وأحيانا لا أقدر على كي ملابس زوجي، فيغضب، ويهددني بأنه سيفرض علي أن أترك عملي، مع العلم أني أساعده بالراتب كله، وأنني كنت أعمل قبل الزواج.
فهل يجوز له أن يفرض علي ترك العمل؟ وهل يجوز له أن لا يشاركني بأبسط الأعمال المنزلية ككي الملابس ؟؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أهم مقاصد الإسلام من تشريع الزواج، استقرار الأسرة، وحصول السكن، والطمأنينة فيها، ومن أهم ما يتحقق به ذلك التفاهم بين الزوجين، والتعاون بينهما في أمور الحياة.
وبالنسبة للخدمة، فالأصل أن تقوم المرأة بأعمال البيت، ويقوم الزوج بالخدمة خارج البيت، وهو ما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علي وفاطمة -رضي الله عنهما- كما أوضحنا بالفتوى رقم: 13158. ومن كريم أخلاق الرجل أن لا يكلف المرأة ما لا تطيق، وأن يعينها في شؤون البيت، فهذا من خلق النبوة، ومما تقوى به العشرة والمودة؛ وراجعي الفتوى رقم: 122849. وننبه هنا إلى أن بعض أهل العلم قد أوجب على الزوج أن يوفر خادما لزوجته، إن كانت ممن جرت العادة أن مثلها لا يَخدم، وسبق أن بينا ذلك بالفتوى رقم: 138123.
فالذي ننصح به أن لا يكون التعامل بين الزوجين وفقا لسياسة الآمر والمأمور، وأن لا يغضب الزوج من زوجته إن امتنعت عن القيام بما هو فوق طاقتها من العمل، بل عليه أن يعينها فيه؛ كما أسلفنا.
وأما العمل فللزوج أن يمنع منه زوجته، ويجب عليها طاعته في ذلك إذا كان يكفيها نفقتها. وهذا ما لم تكن قد اشترطت عليه عند عقد النكاح أن تعمل، فيجب عليه أن يفي لها بشرطها، وراجعي الفتويين: 105633 - 23844.
والله أعلم.