السؤال
للأسف قد خذلني الشيطان ومارست زنا المحارم اليوم مع أختي وهي نائمة في رمضان، وقد ندمت على ما فعلت، وأنا أحاول أن أفعل هذا منذ سنة، وأشعر وأنا أفعل ذلك أنه ليس بيدي حيلة، وكأني مجبر وفاقد للوعي، وقبل شهر ونصف من رمضان تذوقت الخمر، ولكنني تبت توبة شديدة، وأعتقت رقبة شخص من السجن، ولم تمر ليلة في رمضان إلا وذهبت للصلاة فيها من الفجر إلى العشاء، ولم أفطر يوما إلا هذا اليوم، حيث احتلمت البارحة ومارست الفاحشة والنظر إلى الحرام، وقد علمت الآن بحديث الرسول بأمره بقتل من زنا بمحارمه، فقد فسد ما كنت عليه، ولا أعلم ما إن كانت توبتي مقبولة، وأعتقد أني مسحور لأني أفعل ذلك بدون حيلة.
حتى عندما أصلي وأستغفر وأنشر الإسلام على الإنترنت أشعر أنني أحارب شيئا ما، فأرجو منكم إجابتي عما يجب فعله، وكيف أتخلص من هذه النظرة لأختي؟ وكيف أثبت على طريق الإسلام؟ وكيف أكفّر عن ذنوبي؟ وكيف أعلم إن كنت مسحورا أم لا؟ وما عقوبة من أفطر وزنا بالمحارم في رمضان؟
وجزاكم الله خيرا على الاهتمام.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزنا من أشنع الجرائم التي تجلب غضب الله، وإذا كان مع المحارم كان أشنع وأشد جرماً، كما أنه مخالف للفطرة ومنافٍ للأخلاق والطباع السوّية، قال الهيتمي: وَأَعْظَمُ الزِّنَا عَلَى الْإِطْلَاقِ الزِّنَا بِالْمَحَارِمِ (الزواجر عن اقتراف الكبائر -3 / 73)، فإن كنت زنيت بأختك - والعياذ بالله - في نهار رمضان فقد ارتكبت معصية من أكبر الكبائر، وعقوبتها الدنيوية عند جمهور العلماء عقوبة الزنا، وراجع الفتوى رقم: 131383 ، لكن إقامة الحدود موكولة إلى الحاكم، والأولى لمن وقع في فاحشة أن يستر على نفسه ولا يخبر بها أحداً، فاستر على نفسك وتب إلى الله، واقض اليوم الذي أفطرته من رمضان، وإذا كنت أفطرته بجماع في الفرج فعليك كفارةٌ عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً، واعلم أنّ عتق الرقبة لا يحصل بإخراج حر من السجن، وإنما هو تحرير العبد المملوك من الرق، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أما عتق رقبة معناها تحريرها من الرق بمعنى إذا وجدت عبداً مملوكاً اشتريته وأعتقته أو كان عندك عبد فتعتقه (فتاوى نور على الدرب للعثيمين - 21/ 2).
واعلم أنّ الذنب مهما عظم فإنه لا يتعاظم على عفو الله، والتوبة مقبولة بإذن الله متى تحققت شروطها، وهي الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، فاصدق في التوبة، واحرص على قطع أسباب الفتنة، وسد مداخل الشيطان، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، واحذر من الخلوة بأختك، والنظر إلى عورتها ونحو ذلك، وراجع الفتويين: 2376 - 160167 ، واحرص على تقوية صلتك بالله والاعتصام به والتوكل عليه، وممارسة بعض الرياضة، واشغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك واحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونك على طاعة الله، ويربطونك بالمساجد ومجالس العلم والذكر، وعليك بكثرة الدعاء والإلحاح فيه مع إحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب، وراجع الفتويين: 36423 - 23231 .
وبخصوص أعراض السحر وعلاجه فليس هذا من اختصاصنا، وللفائدة راجع الفتويين: 2244 - 10981 .
والله أعلم.