السؤال
أختي سافرت مع زوجها منذ 18 سنة، ولها ثلاثة أبناء، ثم استقرت في مصر لظروف المدارس، وظل هو بالخارج مع زيارات متبادلة، وبعد فترة عادت لزوجها واستقرا معًا في الخارج؛ لأنه طلب ذلك، ثم عادت مرة أخرى واستقرت في مصر.
وعادت أختي لعملها بعد أن كانت في إجازة، وعملها مختلط، وقد تعرفت فيه إلى شخص سيئ السمعة بشهادة الكثير، وبعد فترة طويلة بدأ هذا الشخص بالتودد للعائلة -الأب، والأم، والإخوة- بل وزوج أختي، وقام بالكثير من الخدمات، والمصالح للجميع بمن فيهم أختي، وبمعرفة زوجها.
حدثت مشكلة بين أختي وزوجها أثناء وجوده في مصر، وتطورت بصورة كبيرة، ومن حينها عزمت أختي على الانفصال، وقامت بإجراءات عديدة، منها تغيير مفتاح الشقة لمنع زوجها من الدخول، وامتنع الزوج عن النفقة على الأسرة، وخاصة بعد مواقف كثيرة غير لائقة من أولاده تجاهه، والتي ـ عند مناقشتهم ـ يبررونها بأحداث أخرى له غير لائقة معهم، فيبررون ذلك بذاك، وكل طرف له مبرراته، ووجهة نظره.
حاول الزوج كثيرًا معالجة الموقف معها، ومع أهلها، واستعان بشخص من المعروفين بحل المشاكل، وعلاج السحر، ولا يعالج إلا بالقرآن، وكان تشخيصه أن الأمر لا علاقة له بالسحر، وأنها مشكلة لها أسبابها غير المرتبطة بالسحر، وحاول هذا الشخص كثيرًا مع أختي، لكنها كانت مصممة.
أختي لم تطلب الطلاق، أو الخلع؛ لأنها تريد الاحتفاظ بالشقة، وحضانة الأولاد، فتريد أن تأتي خطوة الانفصال من الزوج، وفي نفس الوقت -كما ذكرنا- تمنعه من دخول الشقة.
وهناك علاقة مشبوهة بين أختي والشخص المذكور سابقًا، فقد شوهد برفقتها أكثر من مرة في سيارتها، وفي مشاوير تقوم بها، وبعض هذه المشاوير قد يكون معهم أبناؤها، أو لا يكونون، وهما لا ينكران ذلك، والكل يعرف به، بل وبموافقة والديها أيضًا، حين كان يقضي لها بعض المصالح.
حدثت مشكلة كبيرة حين ضبط زوجها هذا الشخص المشبوه وهو يزورهم في المنزل بدعوى طلبهم بعض المال منه ـ وهذا بدون علم زوجها، ولا علم أهلها ـ واتضح أن هذا الشخص يكذب على سكان العمارة، ويوهمهم أنه خال الأولاد، وقد زارهم من قبل أكثر من مرة، بدعوى إحضار عمال –سباك، وغيره- لإصلاح مرافق الشقة، وكل هذا دون علم أي شخص.
وقد طلب زوجها الشرطة، وعمل محضرًا بالواقعة، وللأسف شهد والدي زورًا أنه هو من أرسل هذا الشخص لهم، والمبرر أنه لا يستطيع ترك ابنته تضيع، وادعت أختي أنه لم يدخل الشقة، بل وقف عند باب الشقة فقط، وأن زوجها هجم عليه، وأدخله الشقة عنوة، واستقر الأمر على التالي:
سفر الزوج ثانية، واستمرار امتناعه عن النفقة.
رفعت أختي قضية نفقة، وهذا الشخص المشبوه هو من يسير في الإجراءات بعلم الوالدين، وموافقتهما، ومتابعتهما معه، وهما يبرران مجالسته ومتابعته، رغم علمهم اليقيني أنه من الأسباب الرئيسة للموضوع كله، بأنه أعلم وأقدر شخص يستطيع المضي في الأمر، وأنه بمجرد الانتهاء من القضايا، والحكم لصالحها سيقطعان كل العلاقات معه، وما تحتاجه أختي من مال تحصل عليه بقروض مختلفة، وقد اقترضت مبالغ كبيرة من أهلي.
أبناء أختي قطعوا والدهم تقريبًا، وفي نفس الوقت هم على اتصال وتودد مع هذا الشخص المشبوه.
حدث انشقاق في العائلة، فأنا وأختي الثانية ضد كل ما يحدث، بينما الوالدان في البداية كانا مع أختي فيما تفعله، وكانا يبرران ذلك بأنهما مغلوبان على أمرهما، وأنهما لا يستطيعان رفض ما تفعله، فيؤدي ذلك لأن تقاطعهم أختي، وتفعل ما تشاء دون علمهما.
ومؤخرًا ظهر لهما خطأ ما كانا عليه، وندما، ونصحاها مرارًا بترك هذا الشخص المشبوه، وقطع علاقتها به، والابتعاد عنه دون جدوى، لكنهما يبقيان على علاقتهما بها دون مقاطعة، والأسئلة:
1 – ما حكم ما تفعله أختي مع زوجها؟ وإن كانت تريد الانفصال، فما الذي ينبغي أن تفعله كي لا تضيع حقوقها؟ فالكل يبرر كل شيء بأنه من أجل حفظ الحقوق.
2 - ما النصيحة لزوج أختي؟
3 - مؤخرًا استبانت للوالدين الأمور، وندما على تعاونهما مع ذلك الشخص المشبوه، فما الموقف الذي يجب عليهما أن يتخذاه تجاه أختي؟ وهما يرفضان توجيه تعليمات محددة لها، ويرفضان مقاطعتها إن هي رفضت ذلك؛ لأنهما يريان أنها سوف تقاطعهما، وتفعل ما تشاء، ولن تبالي، فهل من توجيه تفصيلي؟
4 - هل يلزم أهلي النفقة على أختي وأولادها في هذا الوضع؟ وإن أنفقوا عليها -نفقةً أو قرضًا- فهل هذا إعانة لها على ظلمها لزوجها؟ وهل يدخل هذا في تخبيب المرأة على زوجها؟
5 - أولاد أختي على مشاكل تربوية وسلوكية كثيرة، فهل يتحمل أختي وزوجها ذنوبهم المستقبلية؛ نظرًا للتقصير في تربيتهم؟ وهل يتحمل أهلي ذنوبهم لأنهما كانا يدعمان والدتهم من باب "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"؟
6 - هل حالة أختي ـ بالأوضاع المذكورة ـ تعد مسوغًا شرعيًا لإقراض أبي وأمي لها، وتخصيصها بالقرض دون باقي الأبناء؟