الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للزوج إرغام زوجته على زيارة أمّه

السؤال

زوجي يرغمني على زيارة والدته، ويشترط ذلك لاستمرار الزواج، مع العلم أنه يلحق بي الكثير من الأذى من والدته، وكنت أصبر على أذاها لي حبا في زوجي ولاستمرار الزواج إلى أن قام زوجي ووالدته بضربي، فطلبت من زوجي الابتعاد عنها فترة إلى أن تهدأ الأمور، وأن تكف هي عن أذيتي، ولا أرفض أن يقوم زوجي وابني بودها وبرها أنا فقط من سأبتعد عنها، فهل علي وزر؟ وماذا أفعل مع زوجي؟ لأنه يشترط علي أن أود والدته لاستمرار الزواج ويقول إنه تجب علي طاعته؛ لأن ذلك حقه علي، وعدم طاعته في ذلك أني أرتكب معصية، وأني أقوم بهدم البيت، مع العلم أني أطيعه في كل شيء لكن لا أستطيع طاعته في ود والدته لأذيتها لي، وسيتركني إن أصررت على عدم ود والدته، وهو حاليا لا يقوم بالصرف علي أنا وابني بسبب ذلك، فماذا أفعل؟ وما عقاب زوجي ووالدته عند الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس من حقّ زوجك إرغامك على زيارة أمّه ولا سيما إذا كان يلحقك بزيارتها ضرر، وراجعي الفتوى رقم: 97514.
ولا حقّ لأمّ زوجك في ضربك، وإذا كان زوجك ضربك بغير حقّ فهو ظالم لك، ولا يجوز له الامتناع من الإنفاق عليك لمجرد امتناعك من زيارة أمّه، وإذا منع عنك النفقة لهذا السبب فهو آثم، ففي الحديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ. ( رواه مسلم)
فبيني ذلك لزوجك وتفاهمي معه، ولا بأس بتوسيط بعض الصالحين ليكلموه في ذلك، فإن لم يفد ذلك، فليتدخل حكم من أهله وحكم من أهلك ليصلحوا بينكما أو يفرقا في حال تعذر الإصلاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني