الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم طلب الزوج رجوع زوجته إلى منزله بعد أن طردها منه

السؤال

حصلت مشكلة بيني وبين والد زوجتي في منزله، وتشعبت إلى أن أصبحت بيني وبين زوجتي ووالدها، وتكررت بنفس اليوم في منزلي، وذلك بعد خلاف شديد بيني وبين زوجتي، وباختصار لم أكن مخطئًا بداية، ولكني أخطأت عندما اتصلت بعمي ليأتي ويأخذ ابنته لأنها لا تحترمني، ولا تريد السكوت، وفضحتني وشتمتني في منزلنا، وحينما جاء والدها تحقق منها على ما حصل وجاءني يصرخ، وكان يتحدث عن مشكلتي معه، ولا يذكر ابنته أبدًا، ومن هول الموقف وجرأة والد زوجتي اضطررت أن أقول له: "خذ ابنتك وروحوا على البيت". وأصبح يقول: "أنت تطردني؟" قلت له: "النقاش عقيم، وبالصراخ لن نحل شيئًا لو سمحت" ولكن صوته الغالب، ووقتها اقترب ورفع يده بصورة الهجوم، فقلت له: "اضربني وسأطلب لك الشرطة" وحينها قلت له: "خذ ابنتك واذهب". وبعد ذهابهم اتصلت بوالدي وأخبرته بما حدث.
وفي ثاني يوم ذهب والدي إلى والد زوجتي ووجد أنها تقول بأنني بعت ذهبها غصبًا، وضربتها وشتمتها. علمًا بأنني لم أشتمها إلا بعد ما شتمتني، ولم أضربها إلا بعد تجرؤها برفع يدها، ولم أبع ذهبها إلا بعد محاولة إقناعها بعدم بيعه، ولكنها كانت تريد أن تسافر لحضور حفل زواج أختها.
والآن يريد والد زوجتي أن أعيد الذهب مع أني وعدت زوجتي بأني سأعيده كرمًا مني، وليس لأنني أخذته لنفسي.
1- أريد أن أعرف حكم الشرع والقانون بقصتي؛ حيث إنني طردت زوجتي ووالدها من المنزل، ولكن لاختصار المشاكل والفضائح.
2- هل يجب عليّ قانونيًّا أن أعيد الذهب لها حتى ولو أنكرت بأنها باعته بملء إرادتها؟
3- هل أستطيع أن أعيدها مع ولدي بالقانون إلى المنزل؟
مع العلم أنني وهي نحب بعضنا، ولكن تدخل أهلها الآن ويريدون الذهب، وتغيير المنزل. أفيدوني -جزاكم الله عني وعن أسرتي وابني كل خير-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس غريبًا أن يحصل شيء من المشاكل في الحياة الزوجية، ولكن من الغريب أن لا يتحرى الزوجان أو الأصهار الحكمة في حلها، وإغلاق الباب على الشيطان عدو الإنسان؛ الذي يفرق بين الأحبة، وينشر العداوة والبغضاء، فهذا من شأنه، وتختلف فيه وسائله، قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ {المائدة:91}. وروى مسلم في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئًا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته -قال:- فيدنيه منه ويقول: نعم أنت».

وطردك لزوجتك ووالدها أمر لا ينبغي، ولا يليق بمثلك فعله، وما أسميته باختصار المشاكل والفضائح، غرض يمكن تحقيقه من غير هذا السبيل، كأن تنصرف إلى مكان آخر، وتتوضأ لتطفئ جذوة الغضب، وتكون على حال يمكن أن تتصرف فيه بحكمة، وانظر الفتوى رقم: 8038.

وهذا الذهب إن كان ملكًا لزوجتك فلها الحق في بيعه، وليس لك الحق في منعها من ذلك، لأن لها ذمتها المالية المستقلة، فلا يجوز التعدي على ممتلكاتها، فإذا كان ملكًا لها وقد أخذت ثمنه بغير رضاها وجب عليك رده إليها.

ولك الحق في أن تطلب منها العودة للبيت، ويجب عليها طاعتك، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 66191، وفيها بيان الشروط الواجب توافرها في بيت الزوجية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني