السؤال
وكلني أحد أقربائي في قضية أرض في المحكمة، والقضية تسمى في القانون قضية إزالة شيوع، أي يكون هناك عدد من الشركاء في ملكية الأرض، ويتعذر التفاهم بين الشركاء في قسمة الأرض، أو تصفيتها، فتقوم المحكمة بتفويض خبير يُقيِّم سعر الأرض، وبناء عليه، يجبر جميع الشركاء إجبارا على البيع، وتنتزع ملكية الأرض لصالح موكلي، بعد أن يدفع للمحكمة سعر الأرض، وهي بدورها تعطيه للشركاء كل بحسب حصته، مع التنويه إلى أن حصصهم معلومة كأسهم، لكنها غير معينة. وفي حالتنا القسمة متعذرة، حيث يوجد ما يزيد على مائة شريك حصصهم غير متساوية في أرض لا تتجاوز عشرة دونمات، وحصة موكلي أكبرها فهي أقل من النصف بقليل. طرأت لي عدة إشكالات تتعلق بهذه القضية، حيث إن محاكمنا تتحاكم إلى قوانين وضعية، تختلط فيها الأمور بشكل يصعب على الفرد تتبع ما إذا كانت معاملته جائزة شرعا أم لا؟ وكل ما تقدمت القضية أقول في نفسي: ليتني ما توغلت في هذه المعاملة. فيظهر أن السلامة تأتي للفرد بالإقلال من معاملاته ما استطاع في هكذا ظروف، وكلما فكرت بإسقاط القضية، أجد الأمر صعبا، خاصة مع عدم أهليتنا للفتوى والتمحيص في المعاملات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أولا: ما صحة هذه المعاملة؟ وما أحكامها وهل هي بعيدة عن التهديد والوعيد الوارد في الحديث أن من اغتصب شبرا من أرض، يخسف به لسبع أرضين يوم القيامة. نسأل الله العافية، وبخاصة أن رضى جميع الشركاء عن البيع أمر مستحيل، وإن كان أمر نقض الحكم مفتوحا؟
ثانيا: وجدت أن أحد الشركاء هو وزارة الأوقاف، أي أن أحد المتوفين قام بوقف حصته في الأرض، مع العلم بأنها حصة غير معينة، والأرض غير منتجة، وبعيدة عن العمران في وقتنا هذا، أي أن وزارة الأوقاف لا تنتفع بها، ولا تصل حصتها إلا 300 متر مربع.
فهل نقل الملكية لموكلي فيه مخالفة شرعية، وهو تملك مال الوقف، أم هو جائز لتعذر الانتفاع بمال الوقف؟
يخطر في بالي أن أنصحه باقتطاع جزء من الأرض، ووقفه، بعد انتهاء القضية، للخروج من هذا الإشكال، إنما هل يجب عليه فعل هذا أم يندب؟
أفيدونا بارك الله فيكم.
ثالثا: بعض الشركاء حصتهم غير مجدية، ولكنها شرعا حق ولو كانت شبرا، حيث لا يكفي ثمن حصتهم لأجرة مواصلات الذهاب للمحكمة.
فهل علينا شيء إن لم يأخذ أحد نصيبه وإن قل؟
رابعا: المحكمة تقبض ثمن الأرض بإيداع المبلغ في بنك ربوي، ولا سبيل غير هذا. إن القضية لو كانت لي لما ترددت في إسقاطها والخلاص من آفاتها، وبخاصة الإيداع في البنك الربوي، وهذه التفاصيل لا يمكن معرفتها إلا عند التوغل في المعاملة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
غفر الله لنا ولكم، وجزاكم الله خيرا.