السؤال
ما حكم الدين في هذه الأمور:
في البداية حدثت مشكلة بين امرأة وزوجها، وكانت المشاكل تتكرر إلى أن ترك المنزل وسافر، وتزوج، ولم يترك شيئًا لزوجته للإنفاق على أولاده، مع العلم أنهم ثلاثة، وبعد فترة عاد مرة أخرى لبلده، وتم الصلح بينه وبين زوجته، وهي بنت خالته في الأساس، وكانت قد استلفت زوجته بعض المال للإنفاق، فطلبت منه بعض المال لتسدد ما عليها، فرفض، وقال: لن أدفع شيئًا، وقال: يمكنكِ الحصول عليها من هذا الذي كنت تنفقين نقودك عليه، وكان يقصد من ذلك أنها أنفقتها على رجل، أو ما شابه ذلك، فغضبت الزوجة، وأحضرت له ملابسه، وقالت له: اخرج خارج المنزل، ولم يخرج، وبقي بالمنزل فترة طويلة ينتظر أن تعتذر له هي؛ على الرغم أن فعلها كان ردة فعل على ما قاله، وما قاله جريمة، وهي بعيدة كل البعد عن كل ما يصف، فهي غاية في الاحترام، بل كل هذه الأفعال هو الذي لها أهل، وليس هي، بل وتم ضبطه بأفعال مثل هذه أكثر من مرة، فمن المخطئ في ذلك؟ هذا الشق الأول من السؤال.
أما عن الشق الثاني: فما الحكم إن كان رد فعل أمّ الزوج -التي هي خالة الزوجة- أنها أصدرت أمرًا لكل أبنائها أن يقاطعوا زوجة ابنها؛ حتى يتسبب ذلك في الضغط عليها، فتذهب لزوجها، وتعتذر له، فهل يحق لهم أن يعالجوا المشاكل بهذه الطريقة؟ وماذا لو علمت أن إحدى بناتها قامت بموافقتها صوريًّا، ولم تقطع بنت خالتها، وبعد ذلك اكتشفت الأم ذلك، فقامت ابنتها بتوضيح أن القطيعة حرام، وأن حلّ المشاكل لا يجب أن يكون بطرق أخرى غير التي وضعها الله، وعندما قالت لها هذا، قامت الأم بأمر الأبناء أن يقاطعوا ابنتها، وقاطعوها بالفعل؛ لأنها لم تفعل ما أمرت به أمهم، وهذا يعتبر عقوقًا من وجهة نظرهم، فهل تجوز طاعة الأبناء لأمهم في قطيعتهم لأختهم؟