السؤال
أعيش في ألمانيا، وأنشأنا مع بعض الإخوة والأخوات الذين درسوا القرآن الكريم والشريعة في دمشق، بالاتفاق مع أحد المساجد التركية، دورة للقرآن الكريم والحديث والفقه والسيرة والعقيدة والأخلاق لأطفال المسلمين في المنطقة، وكان صدى الدورة جميلًا، وله آثار إيجابية على الأطفال، ويدفع كل طفل رسم اشتراك رمزي شهريًّا لتغطية نفقات الدورة من مواصلات ووسائل تعليمية، وهدايا، وغيرها، وعدد المشرفين سبعة أساتذة، والعدد يشمل الذكور والإناث، ولدي أسئلة على ضوء ذلك:
١. أنشأنا قناة على اليوتيوب لأنشطة الدورة، وتلاوة القرآن للأطفال، وغيرها، فإذا نشرتها بين الأهل، خصوصًا والدي؛ لأنهما يحبان ذلك، والأصدقاء، فهل يذهب ذلك الأجر، وتصبح رياء؟
٢. بما أن المسجد صغير جدًّا، فنضطر لإنشاء حلقات في نفس المكان للذكور والإناث، ولكنها منفصلة عن بعضها، يختلط فيها الأطفال دون سن التمييز فقط، فهل هذا يجوز؟ وهل هناك حرمة إذا سمعت تلاوة النساء وهن يعلمن الأطفال؟
٣. بحكم البعد عن الإسلام وأهله، تحدث بعض البدع والمخالفات في المساجد التركية، مثل: احتفال يوم عاشوراء، وتوزيع الطعام، والمولد، ويطلب مني تلاوة القرآن فيها، وأنا منكِر، ولكني مستحٍ أن أرفض، فهل في مشاركتي إثم؟ وهل يجوز أكل هذا الطعام؟
٤. بعض المشرفات ترى أن نعلم الأطفال بعض الأناشيد حتى لا يظنوا أن ديننا جافٍ؛ لأنهم ينجذبون إلى أغاني النصارى في احتفالاتهم الدينية، ولكن بعض الأناشيد فيها بعض الموسيقى، مع جمال كلماتها، وأحيانًا يشغلونها على الهاتف في المسجد ليساعدوا الأطفال على حفظها، وأحيانًا يصفقون للمتفوقين في الحفظ، وقد نهيتهم عن ذلك كله من باب حرمة الموسيقى، وأدب المسجد، فلم يقتنعوا، ويجادلون، أو يسمعون ولا يطبقون، ووقع في نفسي من ذلك غم عظيم، فهل أترك الدورة؟ علمًا أنني بتركي لها أخسر أجر تعليم القرآن، والدين، والأطفال هنا بأمس الحاجة إلى ذلك.
٥. بعض النساء قد يكنّ معذورات يومًا ما بسبب الحيض، ولا سبيل لتعويض طلابهن لنقص عدد المشرفين، فهل يجوز لهن الجلوس في المصلى لتعليم القرآن، أم إن في ذلك مخالفة، كالمكث في المسجد، وتلاوة الحائض للقرآن؟
الأتراك هنا يقسمون المساجد إلى مصلى أساس للرجال، وصلاة الجمعة، وباحة مسجد، ومكان للقهوة واللعب، ومكان للنساء -إن وجدن-، وأحيانًا خيمة، أو مكان جلوس في رمضان للإفطار الجماعي، فهل كل هذه الأمكنة تأخذ حرمة المسجد بالنسبة للحائض؟ أم المحراب والمنبر فقط؟ أم نسأل من بنى المسجد هل قصد وقف المسجد بكل ذلك، أم إن الحرمة في مكان الصلاة فقط؟ وجزاكم الله خيرًا.