السؤال
أنا عمري 25 سنة، متزوجة من رجل هو الوحيد لأهله، وله خمس أخوات، لديَّ مكان معزول في الطابق الأعلى، وفي نفس الطابق غرف أخواته. أهل زوجي يحبون ولدهم، ومتعلقون به، ويعتمدون عليه في كل شيء، حدثت مشاكل، وأنا لم أنسجم مع أخواته لاختلاف الطباع، ولكن أحاول أن أجعل العلاقة طيبة معهم، ضمن حدود، وأنا أخصص لهم ساعتين من وقتي، فأنا طبيبة، وعملي يشغلني، وفي يوم الإجازة أكون متعبة، وأفضل عدم الاختلاط، فأخصص لهم ساعتين أو أكثر من ضمنها وقت الغداء، فهم لا يريدون أن نعزل وجبة غدائنا عنهم؛ لتعلقهم بولدهم. فهل طريقتي بالتعامل معهم صحيحة؟ علما أني لا أحب قضاء الوقت معهم، لكن أريد أن أقوم بما يرضي الله دون التعدي على حقوق نفسي.
وهل يجوز شرعا أن أطلب بيتا مستقلا مستقبلا على أن يكون قرب منزل أهله؟ علما أن والديه مريضان، ولا أريد أن يتركهما.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على المحافظة على علاقة طيبة مع أهل زوجك، فالمصاهرة علاقة امتن الله بها على عباده فقال: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}، فحقها أن تراعى.
ولست ملزمة شرعا بمخالطة أهل زوجك والجلوس معهم، وإن جعلت لذلك من الوقت ما يتيسر لك سواء هاتان الساعتان أو أكثر أو أقل فهو أمر طيب. ولا يجب عليك أيضا تناول الغداء معهم، وإن آثرت الاستجابة لهم فيما يرغبون فيه من تناولكم الغداء معهم رعاية للمصالح ودفعا للمفاسد فهو أمر حسن.
ومن حقك كزوجة أن تكوني في بيت مستقل بمرافقه، ولا يلزمك السكنى مع أهل زوجك، ولا شك في أن الأفضل أن يكون قريبا بحيث يستطيع أن يرعى والديه، ولمعرفة مواصفات المسكن الشرعي انظري الفتوى: 66191.
ومنها تعلمين أن هذا الجزء من بيت العائلة إن كان له مرافقه الخاصة، ومدخله الخاص، فإنه كاف، ولا يلزم زوجك أن يوفر لك غيره.
والمشاكل بين الزوجة وأخوات الزوج قد لا يخلو منها بيت، وينبغي الصبر، والرويَّة، ومراعاة الحكمة في معالجتها.
والله أعلم.