السؤال
زوجي يؤجّر لنا سيارة لتذهب بنا إلى مكان التدريب الذي تتدرب فيه ابنتي ذات الأربع سنوات للعب رياضة الجمباز، والسيارة تأخذنا من أمام المنزل إلى مكان التدريب، مسافة ثلث ساعة تقريبًا، وزوجي هو الذي يكلّم السائق، ويعطيه الأجرة، وأنا معي ابنتي الرضيعة ذات الخمسة شهور، ولا أستطيع ركوب المواصلات، وإذا فعلت، فلن أستطيع أن أواصل مع ابنتي الذهاب إلى التدريب، فهل يجوز أن يؤجّر زوجي لنا سيارة، ويكون هو على تواصل مع السائق؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد ذهب كثير من العلماء المعاصرين إلى عدم جواز ركوب المرأة السيارة مع سائق أجنبي؛ إلا إذا كان معهما من تنتفي بوجوده الخلوة، وقد بينا ذلك في كثير من الفتاوى، وانظري على سبيل المثال الفتوى: 112331.
وعليه؛ فلا يجوز لك ركوب السيارة مع السائق الأجنبي، وليس معكما أحد سوى ابنتيك الصغيرتين؛ لأنّ وجود البنتين الصغيرتين؛ لا تنتفي به الخلوة، قال النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: وأما إذا خلا الأجنبي بالأجنبية من غير ثالث معهما؛ فهو حرام باتفاق العلماء، وكذا لو كان معهما من لا يستحى منه لصغره؛ كابن سنتين، وثلاث، ونحو ذلك؛ فإن وجوده كالعدم. انتهى.
فإمّا أن يذهب زوجك بالبنت وحده، أو يذهب معكم في السيارة، أو يكون معك من تنتفي الخلوة بحضوره، فإن كان في ذلك حرج عليكم، وكانت الفتنة مأمونة، وطريق السيارة في المدينة عامر بالمارّة؛ فنرجو أن يسعكم العمل بقول من يجيز للمرأة الركوب مع السائق عند أمن الفتنة، وانتفاء الريبة. وراجعي الفتوى: 274744.
والله أعلم.