السؤال
ما حكم ترك أبي للبيت وعيشه بمفرده، مع العلم أن المسافة بين المنزلين تبلغ حوالي 10 دقائق؟ والسبب في مغادرته هو الخلافات المستمرة مع أمي، والتي تصل أحيانًا إلى الضرب، كما أنه يقول إننا -نحن الأبناء- لا نطيعه.
ومع ذلك، فهو لا يزال ينفق علينا، ويمارس نشاطه اليومي بشكل عادي، ونزوره جميعًا، لكنّه وأمي متخاصمان كالمعتاد. وعندما طلبتُ منه العودة، قال: "انتقلوا أنتم إلى هنا"، رغم أنه يعلم أن البيت الثاني ضيّق ولا يتّسع لعدد أفراد الأسرة.
وللعلم، فإن أبي يكبر في السن مع الوقت، وتزداد أمراضه، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى مرض جلدي آخر، وهو بحاجة إلى رعاية. لذلك، أقوم أنا وإخوتي بزيارته أكثر من مرة أسبوعيًا. فهل هناك أي تقصير أو عقوق قمتُ به تجاه أبي؟ وكيف يمكنني نصحه للعودة إلى المنزل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فترك أبيك للبيت، والعيش وحده؛ جائز إذا قام بحقّ زوجته وعياله، فينفق عليهم بالمعروف، ويعفّ زوجته، ويبيت معها بالقدر الذي تزول به الوحشة، وراجعي الفتوى: 478498.
وليس على الأولاد الانتقال للعيش مع أبيهم؛ فإن كانوا صغارًا، فأمّهم أحقّ بالحضانة ما لم يكن بها مانع، وإن كانوا بالغين، فلهم الخيرة في البقاء مع أمّهم، وانظري الفتوى: 285832.
والواجب عليكم برّ والديكم والإحسان إليهما، وعليكم رعاية أبيكم وخدمته، وتعاهد أموره، وإذا قمتم بذلك، فقد خرجتم من العقوق.
وأمّا نصيحتكم له بالرجوع إلى البيت؛ فتكون بالرفق والأدب، والسعي في الإصلاح بينه وبين أمّكم، ولكم أن توسطوا في ذلك بعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم من الصالحين، مع الإلحاح في الدعاء، فإنّ الله قريب مجيب.
والله أعلم.